في ظل تراجع معدلات الزواج والمواليد في الصين، تسعى السلطات إلى تشجيع الأسر على تأسيس حياة زوجية وإنجاب الأطفال، خاصة في المدن التي تشهد انخفاضًا ملحوظًا في الكثافة السكانية. وللمساهمة في حل هذه المشكلة، قررت حكومة مدينة "لويليانج" بمقاطعة "شانشي" شمال الصين، منح مكافأة مالية للأزواج الشباب، بحيث تحصل كل عروس لم تتجاوز 35 عامًا على مكافأة نقدية قدرها 1.5 ألف يوان (حوالي 210 دولارات أمريكية)، مما يشجع على الزواج المبكر وزيادة فرص الإنجاب.
خلفية القرار
تأتي هذه المبادرة نتيجة انخفاض معدلات المواليد بشكل ملحوظ في المدينة، فقد أشارت إحصائيات سابقة إلى أن لويليانج سجلت متوسط 13.61 ولادة لكل ألف نسمة عام 2005، لكن هذا المعدل انخفض إلى 6.6 ولادة فقط في عام 2023. يمثل هذا التراجع تحديًا سكانيًا، خاصة مع ارتفاع معدلات الشيخوخة وانخفاض نسب الشباب.
وذكرت صحيفة Penpai الصينية أن الحكومة المحلية تسعى إلى تطبيق هذه المبادرة اعتبارًا من 1 يناير 2025، بحيث يحصل الأزواج الذين يتزوجون لأول مرة في المدينة، وتقل أعمار الزوجات عن 35 عامًا، على مكافأة تساعدهم في بناء مستقبلهم وتأسيس حياة عائلية.
شروط الحصول على المكافأة
لضمان تقديم الدعم للأسر المحلية، وضعت الحكومة عددًا من الشروط، من بينها:
- تصريح الإقامة: يجب أن يكون لأحد الزوجين على الأقل تصريح إقامة في مدينة لويليانج.
- سن العروس: يشترط ألا تتجاوز العروس عمر 35 عامًا، مما يمنح الأسرة الشابة وقتًا أطول لإنجاب الأطفال وتربية جيل جديد.
حوافز إضافية لإنجاب الأطفال
لم تتوقف المدينة عند حد تشجيع الزواج المبكر، بل وضعت حوافز مالية إضافية لمساعدة الأسر على توفير الدعم المناسب للأطفال. وبموجب هذه الحوافز:
- الطفل الأول: تحصل العائلة على معونة قدرها ألفا يوان (حوالي 280 دولارًا).
- الطفل الثاني: تزداد المعونة إلى 5 آلاف يوان (نحو 700 دولار).
- الطفل الثالث: تصل المعونة إلى 8 آلاف يوان (حوالي 1125 دولارًا)، مما يعكس اهتمام الحكومة بتشجيع الأسر على زيادة عدد الأبناء.
محاولات لحل أزمة تراجع معدلات المواليد في الصين
تعاني الصين من ظاهرة الشيخوخة السكانية منذ عدة سنوات، مما أثار القلق لدى الحكومة حول التوازن الديمغرافي وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية. ولحل هذه الأزمة، اعتمدت عدة مدن ومقاطعات برامج تشجيع للزواج والإنجاب، مثل تقديم الدعم المالي والإعفاءات الضريبية للأسر.
أصبحت سياسات تشجيع الإنجاب ضرورية نظرًا لارتفاع التكاليف المعيشية وصعوبات تربية الأطفال التي تواجهها الأسر الشابة. وتسعى الحكومة عبر هذه المبادرات إلى تحقيق توازن سكاني يسهم في دعم التنمية المستقبلية، من خلال خلق بيئة مشجعة لتكوين الأسر وتربية الأجيال القادمة.
تأثير القرار
من المتوقع أن يسهم قرار مدينة لويليانج في تشجيع الشباب على الزواج المبكر والتفكير في بناء أسرة، وخاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تجعل فكرة الزواج وإنجاب الأطفال صعبة على الكثير من الشباب. ومن المرجح أن يشجع هذا الدعم المالي العديد من الأسر على إنجاب الأطفال، مما قد يسهم في حل أزمة انخفاض معدلات المواليد على المدى البعيد.
إرسال تعليق