تُعد ناعومي وايتهيد، امرأة تبلغ من العمر 114 عامًا من ولاية بنسلفانيا، أكبر شخص معمر في أميركا الشمالية، حيث تمكنت من تحقيق هذا العمر الاستثنائي بفضل مجموعة من العوامل التي تعزوها إلى "الجينات الجيدة" والاستمتاع بالأنشطة المختلفة في حياتها اليومية. عاشت وايتهيد، التي وُلدت في مزرعة بجورجيا عام 1910، حياة طويلة مليئة بالتجارب والمواقف، وظلت قويةً رغم فقدانها لزوجها وأبنائها الثلاثة.
حياة بدأت في مزرعة وانتهت في دار لرعاية المسنين
وُلدت ناعومي وايتهيد في سبتمبر 1910، وعاشت بداية حياتها في مزرعة في ولاية جورجيا الأميركية، حيث تربت في بيئة زراعية بسيطة. على مدار حياتها، شهدت ناعومي العديد من الأحداث التاريخية والتغيرات الاجتماعية الكبيرة في الولايات المتحدة والعالم. وبعد مرور هذه السنوات، تعيش حاليًا في دار لرعاية المسنين في بلدة ويست سايلم بمدينة غرينفيل، ولاية بنسلفانيا.
بعد وفاة إليزابيث فرانسيس من ولاية تكساس في 22 أكتوبر، أصبحت ناعومي رسميًا أكبر معمرة في أميركا الشمالية، مما جعل الكثيرين يتطلعون لمعرفة أسرارها لحياة طويلة ومليئة بالصحة.
سر طول عمرها: الجينات الجيدة ونمط حياة صحي
كشفت ناعومي وايتهيد في مقابلة مع صحيفة "نيو كاسل نيوز" في سبتمبر 2023 عن بعض أسرارها لطول العمر. أشارت إلى أن حياتها الطويلة يمكن تفسيرها بجزء كبير منها عن طريق "الجينات الجيدة" التي ورثتها عن عائلتها. وأوضحت أنها لم تدخن مطلقًا أو تشرب الكحول، مما ساعدها في الحفاظ على صحتها العامة على مدار عقود من الزمن.
بجانب الجينات الجيدة، مارست ناعومي العديد من الأنشطة التي استمتعت بها طوال حياتها، منها الطهي والخبز والرسم والاستماع إلى الموسيقى. تميزت هذه الأنشطة ببساطتها وعمق تأثيرها الإيجابي، فكانت تمثل لها وسيلة للاسترخاء والاستمتاع بالحياة، وهو ما تراه أحد أسباب استمرارها حتى هذا العمر.
"سأعيش طالما يسمح لي الرب بذلك"
لا تؤمن ناعومي بتحديد هدف زمني أو توقعات طويلة الأمد حول حياتها، بل ترى أنها ستعيش ما دام الرب يرغب بذلك. وببساطة، توضح ناعومي أنها لم تحدد مدة معينة تريد أن تعيشها، بل تركت الأمر للقدر. أشارت إلى أنها لم تكن تسعى إلى تحقيق رقم قياسي أو عمر محدد، ولكنها فقط واصلت حياتها بطبيعتها وأخذت كل يوم على حدة.
تجسيد للقوة والإيجابية
تمثل ناعومي وايتهيد مثالًا ملهمًا للقوة والصبر والتفاؤل. فقد عاشت حياة طويلة مليئة بالتحديات، لكنها استطاعت التغلب عليها بفضل بساطة حياتها واتباعها لعادات صحية، ما جعلها تنعم بصحة جيدة نسبيًا حتى في سنواتها المتأخرة. إن تجنبها للتدخين والكحول، إلى جانب استمتاعها بأنشطة تحبها، جعل حياتها مليئة بالرضا والسعادة.
قصة ناعومي وايتهيد تلهم الكثيرين حول العالم، فهي ليست فقط أكبر معمرة في أميركا الشمالية، بل أيضًا رمزًا للقدرة على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية وقوة. من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي والاستمتاع بالأنشطة البسيطة، استطاعت ناعومي أن تتخطى القرن من العمر وتستمر في العيش برضا وسلام.
إرسال تعليق