في جنوب فرنسا، وتحديدًا في إيكس أون بروفانس، العاصمة التاريخية لمنطقة بروفانس، تأسست مكتبة مميزة تُدعى “Mon Chat Pitre” أو “قطتي المهرجة”، والتي تُعد أول مكتبة من نوعها في فرنسا تجمع بين شغف الكتب وحب القطط. هذه المكتبة لا تقدم فقط مساحة هادئة لقراءة الكتب، ولكنها أيضًا تُعتبر منزلًا دافئًا لثمانية قطط جاءت من ملاجئ مختلفة لتعيش بين الرفوف والزوار.
مشروع أدبي وإنساني
تأسست المكتبة على يد سولين شافان، التي ابتكرت هذا المشروع لتجمع بين حبها للأدب وعطفها على الحيوانات. وتؤكد شافان على أن الهدف الأساسي من المكتبة ليس فقط توفير مكانٍ للقراءة، بل أيضًا الترويج للتبني المسؤول وزيادة الوعي حول رعاية القطط التي تفتقر إلى منزل دائم. جميع القطط التي تقيم في المكتبة جاءت من ملاجئ، ومن المهم بالنسبة للمؤسسة نشر قيم التبني والرحمة تجاه الحيوانات.
تجربة فريدة للزوار
يتيح “Mon Chat Pitre” للزوار فرصةً فريدة للتفاعل مع القطط أثناء قراءة الكتب. وبينما يجلس الزائرون للاستمتاع بمطالعة مجموعة واسعة من الكتب الأدبية، قد يجدون إحدى القطط تجلس بجانبهم أو تتجول بحرية بين الأرفف. تعزز هذه التجربة شعور الهدوء والسكينة بين الزائرين، حيث يجتمع الجانبان الأدبي والحيواني في تناغم مريح وجاذب.
بث الحياة في عالم الكتب عبر التواصل الاجتماعي
من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام، تشارك سولين شافان اللحظات اليومية في المكتبة، حيث تنشر صورًا ومقاطع فيديو للقطط وهي تتفاعل مع الكتب والزوار. هذه المنشورات تُظهر القطط وهي تسترخي بجوار الكتب، أو تتجول بلطف بين الزبائن، مما يضفي طابعًا حميميًا على حياة المكتبة ويمنح الناس نظرة فريدة على هذا الملاذ الأدبي.
فعاليات تجمع بين الهدوء والمتعة
لا تقتصر أنشطة المكتبة على القراءة فحسب، بل تقدم أيضًا جلسات يوغا مميزة، حيث يتمتع المشاركون بأداء أوضاع اليوغا بصحبة القطط التي تتجول بحرية حولهم. غالبًا ما تتسلق القطط على أقدام المشاركين أو تستلقي بجانبهم، مما يجعل التجربة تجمع بين الاسترخاء والمرح. هذه الفعاليات تعتبر فرصة لإضفاء لمسة من الدفء على المكان، وجذب محبي الحيوانات واليوغا على حدٍ سواء.
تأثير المكتبة على المجتمع
تُعتبر “Mon Chat Pitre” نموذجًا يُلهم العديد من محبي الحيوانات والأدب. فهي لا تُعزز فقط حب القراءة، بل تقدم أيضًا رسالةً إنسانية تهدف إلى تشجيع التبني ورعاية الحيوانات الأليفة. وتبرز المكتبة كواحة فريدة تجمع بين الناس والقطط، وتوفر لهم تجربة لا تُنسى في عالم من السكينة والمحبة.
تحولت مكتبة “Mon Chat Pitre” إلى مكان مميز يجمع بين العطاء وحب القراءة، حيث يجد الزوار ملاذًا هادئًا للتفاعل مع القطط وممارسة هواياتهم. هذه المكتبة تُعتبر قصة نجاح، ورمزًا للتعايش الإنساني مع الحيوانات، وطريقةً فريدة لجعل الكتب والحيوانات جزءًا من تجربة حياتية تلهم الآخرين وتعزز التبني والرعاية.
إرسال تعليق