شاب عراقي يحول مرآب منزله إلى متحف “ذكريات العراق” في كاليفورنيا

 

العراق,المتحف العراقي,المتحف الوطني العراقي,متحف,المتحف العراقي في بغداد,متحف العراق,نهب متحف العراق,العراقية,نهب المتحف العراقي,أسرار المتحف العراقي,المتحف الوطني,جولة في المتحف العراقي,شبكة الاعلام العراقي,المتحف,قناة العراقية,التراث العراقي,الحفاظ على التراث العراقي,المتحف البغدادي,متحف بغداد,اثار العراق,جمال العراق,فيديو العراق,اخبار العراق,العراق اليوم,عاصمة العراق,تاريخ العراق,حضارة العراق,حضارات العراق,وأكبر المتاحف في العراق


في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتحديدًا في مدينة سان دييغو، قرر شاب عراقي يُدعى محمد صباح الخليفة أن يجسد حنينه لوطنه بطريقة استثنائية. حيث حول مرآب منزله إلى متحف صغير يُعرف بـ”متحف ذكريات العراق”، يحتضن مقتنيات تراثية وتاريخية تروي حكايات الأجيال العراقية السابقة. هذا المتحف البسيط أصبح بمثابة نافذة على العراق، وسط حياة الغربة على بعد أكثر من 12 ألف كيلومتر عن بغداد.


العراق لم يغادرني


غادر محمد صباح الخليفة العراق قبل أكثر من عقد، مهاجرًا إلى الولايات المتحدة، إلا أن العراق ظل حاضرًا في قلبه ووجدانه. وفي حديثه عن المتحف قال:

“غادرت العراق، لكن الحقيقة هي أن العراق لم يغادرني. جلبت معي العديد من المقتنيات التي توارثتها عن والديّ وأجدادي، والتي تعني الكثير لي ولعائلتي. قمت بتحويل جزء صغير من منزلي إلى متحف يحمل ذكريات العراق الأصيل.”


مقتنيات من عمق التراث العراقي


عند زيارة هذا المتحف الفريد، يشعر الزائر وكأنه عاد بالزمن إلى العراق، حيث تتنوع المقتنيات بين التحف والوثائق التي كانت جزءًا من الحياة اليومية للأجيال العراقية السابقة. ومن أبرز القطع التي يعرضها محمد الخليفة:

دليل الهاتف لمدينة بغداد: كتاب يعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، يحتوي على أرقام الهواتف للدوائر الحكومية والمستشفيات والمنازل، ويظهر بحالة ممتازة وكأنه طُبع حديثًا.

شريط “القيثارة”: شريط كاسيت عراقي شهير من الثمانينيات، كان يُعتبر رمزًا للثقافة الموسيقية بين الشباب آنذاك.

صحف ومجلات قديمة: نسخ قديمة من صحف عراقية مثل “بابل”، “القادسية”، و”الجمهورية”، بالإضافة إلى أعداد بحالة جيدة من مجلة “ألف باء” التي كانت من أشهر المجلات في المنازل العراقية.

عملات وطوابع قديمة: تشمل مجموعة من العملات والطوابع العراقية التي توثق مختلف الفترات الزمنية.

منتجات عراقية مميزة: مثل مسحوق الغسيل الشهير من شركة “سومر”، الذي كان جزءًا من كل منزل عراقي.


رسالة للأجيال القادمة


أكد محمد الخليفة أن أحد الأسباب الرئيسية وراء جمعه لهذه المقتنيات والاحتفاظ بها هو نقل هذه الذكريات إلى أطفاله. يقول:

“أريد أن يظل العراق حاضرًا في قلوب أطفالي، رغم أنهم وُلدوا بعيدًا عنه. هذه المقتنيات هي جسر يربطهم بتراث وطنهم الأم، وأمل بأن يظل العراق جزءًا من أعماقهم إلى الأبد.”


“أبو عراق”: رمز للحفاظ على الهوية


نال محمد صباح الخليفة لقب “أبو عراق” بين أبناء الجالية العراقية في سان دييغو، حيث أصبح المتحف الذي أنشأه رمزًا للهوية العراقية وتراثها. كما أصبح وجهة لأفراد الجالية الذين يأتون لاسترجاع ذكرياتهم والتواصل مع جذورهم.


إحياء التراث وسط الغربة


هذا المشروع الصغير يُعد مثالًا على كيف يمكن للحنين للوطن أن يتحول إلى مبادرة ملموسة تحافظ على التراث وتعيد إحياء الذكريات. ففي وقت تسعى فيه الأجيال الجديدة إلى التعرف على جذورها، يمثل متحف محمد الخليفة فرصة للتعرف على تاريخ العراق وثقافته من خلال المقتنيات التي تحمل قصصًا وأحداثًا لا تُنسى.


متحف “ذكريات العراق” ليس مجرد مكان يضم تحفًا قديمة، بل هو رسالة حنين وهوية تذكّر العراقيين حول العالم بأنهم مهما ابتعدوا عن وطنهم، يظل تراثهم وثقافتهم راسخين في قلوبهم.

Post a Comment

أحدث أقدم