توفي جون ألفريد تينيسوود، الذي كان يُعتبر أكبر رجل معمر في بريطانيا والعالم، عن عمر يناهز 112 عامًا، وفقًا لما أعلنت عائلته. وذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية أن تينيسوود توفي يوم الاثنين في دار رعاية المسنين بمدينة ساوثبورت الإنجليزية، تاركًا خلفه إرثًا من الذكريات الممتدة عبر أكثر من قرن من الزمن.
حياة طويلة حافلة بالأحداث
وُلد جون تينيسوود في 26 أغسطس 1912 بمدينة ليفربول، وهو العام الذي شهد غرق سفينة “تايتانيك”، ليكون شاهدًا على قرن مليء بالأحداث التاريخية. عاش تينيسوود أطول من الملكة إليزابيث الثانية، التي ولدت بعده بـ14 عامًا وحكمت المملكة المتحدة لمدة 70 عامًا. كما شهد الرجل خلال حياته تولي 24 رئيس وزراء بريطاني، مما جعله رمزًا للذاكرة التاريخية في البلاد.
اعتراف عالمي بإنجازه
في أبريل الماضي، أُدرج اسم تينيسوود في كتاب “غينيس” للأرقام القياسية كأكبر رجل معمر على قيد الحياة، حيث كان يبلغ من العمر آنذاك 111 عامًا. وفي أغسطس، احتفل بعيد ميلاده الـ112، ليؤكد مرة أخرى مكانته كرمز للصمود والحياة الطويلة.
خدمته خلال الحرب العالمية الثانية
كان تينيسوود أيضًا من أكبر المحاربين القدامى على قيد الحياة، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية. مثّلت حياته مثالًا للالتزام الوطني والتفاني في خدمة بلاده، وهو ما زاد من احترامه وتقديره من قِبل المجتمع.
عائلته وإرثه الإنساني
ترك تينيسوود وراءه عائلة كبيرة تشمل ابنته الوحيدة، وأربعة أحفاد، وثلاثة من أبناء الأحفاد. وقد عبّرت عائلته عن فخرها به وعن الحزن الكبير الذي خيّم بعد رحيله.
نظرة المقربين إليه
وصف العاملون في دار رعاية المسنين في ساوثبورت تينيسوود بأنه كان شخصًا اجتماعيًا وكثير الكلام، يحب مشاركة قصصه وتجربته الطويلة مع الآخرين. وبالرغم من سنوات عمره المديدة، بقي يتمتع بعقل حيوي وروح مفعمة بالحيوية.
سر طول العمر: “الحظ والاعتدال”
عندما سُئل عن سر طول عمره، أجاب تينيسوود ببساطة: “الحظ الخالص”. وأكد أن ممارسة الاعتدال في الحياة كانت نصيحته الأساسية للحفاظ على الصحة والعافية.
نهاية حقبة مميزة
وفاة جون ألفريد تينيسوود لا تمثل فقط نهاية حياة أحد أقدم الرجال في العالم، بل هي نهاية لحقبة من التاريخ شهدت تغيرات هائلة في التكنولوجيا، والسياسة، والمجتمع. عاش تينيسوود ليكون شاهدًا على أحداث غيرت مسار العالم، بدءًا من الحربين العالميتين، مرورًا بالهبوط على القمر، وحتى الثورة الرقمية.
رسالة خالدة
رغم وفاته، تبقى حياة جون تينيسوود مثالًا يحتذى به في الصبر والقدرة على التكيف مع التحولات الزمنية. إرثه الإنساني والعائلي سيظل حاضرًا في ذاكرة أحبائه وفي تاريخ بريطانيا.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وليكن إرثه الطويل دعوة لتقدير قيمة الحياة بكل مراحلها.
إرسال تعليق