صراع داخلي عميق.. آية عثمان تجسد اللاوعي في لوحتها Subconscious

 

اللاوعي هو ذلك العالم الغامض المليء بالتناقضات، حيث تتداخل الحقائق مع الأوهام، والعقل مع الجنون، والأمل مع اليأس، وفي لوحتها الزيتية "Subconscious"تجسّد الفنانة آية عثمان هذا الصراع الداخلي العميق، حيث تأخذنا في رحلة بصرية تسبر أغوار النفس البشرية وما تعيشه من صراعات بين الوعي واللاوعي.

 

بين التناقضات والتوهان

تعكس اللوحة حالة مستمرة من التأرجح بين النقائض، حيث يصارع الإنسان بين الواقع والخيال، والحقيقة والسراب، والأمل واليأس، والعقل والجنون.

كما تُجسّد اللوحة كيف أن الأفكار تموج بين العصف والسكينة، وكيف أن النفس تحمل في داخلها شروخًا عميقة تُخفيها خلف قناع الوعي، بينما الحقيقة تكمن في تلك المنطقة الغامضة بين الإدراك واللا إدراك.

 

قواعد اللعبة وكش ملك

في الجزء الثاني من العمل، تتناول الفنانة تساؤلًا عميقًا: لماذا دائمًا في اللعبة تكون النهاية "كش ملك"؟ من الذي يضع القواعد؟ ولماذا يجب أن تنتهي اللعبة عند نقطة محددة، رغم أن كل نهاية ما هي إلا بداية جديدة؟ حتى الموت ذاته ليس النهاية المطلقة، بل بداية لمرحلة جديدة في حياة الإنسان—حياة البرزخ.

 

الرهان على الأكثر.. والتضحية بالأضعف

تطرح اللوحة رؤية فلسفية حول طبيعة الإنسان في اتخاذ القرارات والمراهنات، حيث نميل دائمًا إلى الرهان على الأقوى والأكثر تأثيرًا، ونضحي بأضعف العناصر في حياتنا من أجل تحقيق مكاسب أكبر، ونضع لأنفسنا قيودًا عقلية ونفسية تُعيق حريتنا.

اللوحة كقصة بصرية

كل عنصر داخل اللوحة يحكي قصة، يروي جانبًا من هذه الأفكار المعقدة التي تحاول الفنانة إيصالها.. إنها ليست مجرد ضربات فرشاة، بل انعكاس لرحلة داخل النفس البشرية، مليئة بالتساؤلات والصراعات، متروكة للمُشاهد ليغوص في معانيها ويجد تفسيره الخاص لها.

 

في النهاية تعتبر لوحة "Subconscious" ليست مجرد عمل فني، بل مرآة تعكس عمق النفس البشرية وتناقضاتها. إنها دعوة للتفكير، للتساؤل، ولإعادة النظر في القواعد التي نعيش وفقها، فهل نحن من نضع القواعد، أم أننا مجرد لاعبين في لعبة لا نملك السيطرة الكاملة عليها؟