مي حسني تقاوم "العلاقات السامة" في لوحة جديدة بمعرض "ريشة"

 


تستمر الفنانة مي حسني في تقديم أعمالها الفنية المتميزة، وهذه المرة من خلال لوحة تحمل عنوان "علاقة سامة" (Toxic Relationship)

استوحت مي هذه اللوحة من اقتباس مأخوذ عن كتاب "كن إنساناً مادمت حياً" للكاتب أحمد شكري قاسم، وهو الكتاب المشارك في معرض الكتاب لعام 2025، حيث يتناول الكتاب مواضيع متعددة مثل العلاقات السامة، خذلان الأصدقاء، الانتظار، تحديد المسار في الحياة، اللحظات الأخيرة، والفقد الذي يظل عالقًا في الذاكرة.

 

فكرة اللوحة ومصدر الإلهام

الاقتباس الذي استوحت منه مي حسني لوحتها جاء كالتالي "خسرنا تلك العلاقة وخسرنا معها أولئك الأشخاص الذين لم يضيفوا إلى حياتنا غير خيبةٍ التصقت معها الذكريات.. بعضها جميل وبعضها كان أسوأ من أن تبقى في الذاكرة."

جاءت فكرة الربط بين الاقتباس واللوحة من خلال نقاش بين الفنانة مي حسني والكاتب أحمد شكري قاسم. أما فكرة التكوين الفني للوحة، فقد جاءت من اختيار والدتها التي ساهمت في تحديد العناصر الأساسية للعمل الفني.

 


وصف اللوحة وتفاصيلها

المشهد الرئيسي:

شاب يرتدي معطفًا أسود يحتضن فتاة شفافة زرقاء اللون، وكأنها روح أو طيف، في مشهد يفيض بالمشاعر.

التفاصيل والرموز:

الرجل الأسود: يرمز إلى الغموض، وربما الوحدة أو الحزن، لكنه يحمل في داخله قلبًا مشتعلًا، مما يدل على الحب القوي أو المشاعر العميقة المدفونة.

الفتاة الزرقاء المتألقة: تمثل الذكرى أو الحب النقي الذي لا يزال يضيء رغم ظلام الرجل.

القلب المشتعل: يظهر من خلال ظهر الرجل وكأنه يحترق من الداخل، مما قد يعني الحب المؤلم أو العاطفة القوية التي لا يمكن السيطرة عليها.

الفراشات البيضاء: ترمز للتحول، الروح، وربما الفقدان أو الذكريات الجميلة.

الفراشات المحترقة: تعبر عن الجمال الزائل، أو الحب الذي يحترق ويتلاشى ببطء.

الخلفية الليلية المتألقة بالنجوم: تعطي إحساسًا بالهدوء مع مسحة من الحزن والحنين.

 

التفسير العام

اللوحة تعبر عن حب خالد لكنه مؤلم، حيث يبدو الرجل وكأنه يحمل في داخله نارًا مشتعلة رغم هدوئه الخارجي، بينما الفتاة تمثل لقاء المشاعر التي ربما أصبحت ذكرى.

قد يكون العمل تجسيدًا للحب الذي لا يموت حتى لو تغيرت الظروف، أو قد يكون رمزًا للحب الذي يحرق صاحبه لكنه لا يستطيع التخلي عنه.

 

كواليس رسم اللوحة

لم تكن هذه اللوحة هي الشكل الأولي الذي خططت له مي حسني، ولكن من خلال التشاور مع والدتها، تم الوصول إلى هذا الشكل النهائي، ورغم قلة الوقت وفقدان الشغف، تمكنت من إنجازها بفضل التشجيع الذي تلقته من الدكتورة علا إبراهيم، منسقة معرض "ريشة عالمية بأيدي عربية"، التي دفعتها للمشاركة في المعرض.

 

الرسالة من اللوحة

لم تقتصر فكرة اللوحة على علاقات الحب فقط، بل تمتد لتعبر عن جميع أنواع العلاقات التي قد تكون سامة في حياتنا، حيث جاءت فكرة اللوحة من خلال تجارب مي حسني الشخصية وتجارب الأشخاص الذين يحيطون بها، لتعكس واقعًا يعيشه الكثيرون يوميًا.

 

المشاركة في المعرض والخطوات القادمة

لم تكن مي حسني تخطط للمشاركة في المعرض، خاصة بعد آخر مشاركة لها في شهر أبريل 2024، حيث مرّت بفترة فقدان الشغف، لكنها قررت مواجهة التحدي، وأنجزت اللوحة في فترة قصيرة لتعبر بها عن مشاعرها ومشاعر الآخرين الذين يعانون من الفقدان.

 

طموحات مي

وتطمح مي حسني في المستقبل القريب إلى أخذ "استراحة محارب" لاستعادة ذاتها والاستمرار في رحلتها الفنية. كما تخطط للمشاركة في معارض قادمة والعمل على لوحات أكثر إبداعًا، وصولًا إلى تحقيق حلمها بإقامة معرض شخصي يعكس هويتها كفنانة متخصصة في التصوير الزيتي.

Post a Comment

أحدث أقدم