"آباء وأمهات".. عبير خضر تسلّط الضوء على رسالة التربية ومهارات الوالدين في العصر الحديث

 

في زمن ازدادت فيه التحديات التربوية، وتعددت مصادر التأثير في النشء، تصدر الكاتبة عبير محمد خضر كتابها "آباء وأمهات" كرسالة صادقة إلى الجيل الجديد من المربين، توجه فيها نداءً إنسانيًا وتربويًا يحمل في طياته خبرة جيل ورجاء قلب.

الكتاب يقدّم للأبناء والبنات اليوم دعوة للاستعداد الحقيقي لدور الأبوة والأمومة، مسلحين بالعلم، والوعي، والمهارات التي لم تكن متاحة في السابق. بأسلوب وجداني عميق، تحث الكاتبة كل من يقرأ كتابها على التعلّم، لا فقط من التجربة، بل من العلم والتدريب والمعرفة التربوية الحديثة.

 

نظرة في مضمون الكتاب: التربية كرسالة ومسؤولية

تؤكد الكاتبة أن التربية ليست مجرد واجب يومي، بل مهمة عظيمة ورسالة إنسانية تتطلب استعدادًا حقيقيًا. وتشير في مقدمتها إلى وفرة الموارد الحديثة من مراكز تدريب، كتب، برامج، وخبراء، والتي أصبحت متاحة بسهولة للأبناء اليوم، ما يجعلهم أكثر قدرة على النجاح في مهمتهم كآباء وأمهات.

من خلال خطابها العاطفي، تدمج عبير محمد خضر بين الأمنيات القلبية والإرشادات الواقعية، مخاطبة أبناء هذا الجيل بلسان أمّ ومربية في آنٍ واحد.

 

مفاتيح النجاح التربوي كما يراها الكتاب:

يركّز الكتاب على مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل من يطمح ليكون والدًا صالحًا، ومن أبرزها:

إدارة الوقت: لضمان توازن الحياة بين المسؤوليات والعمل وتربية الأبناء.

فن الإنصات والحوار: لبناء جسور التفاهم والاحتواء مع الأبناء منذ الصغر.

التعلم المستمر: لأن التربية لا تقف عند جيل، بل تمتد إلى الأبناء، ثم الأحفاد.

 

أسلوب إنساني ونداء للأمل

الكتاب ليس فقط دعوة معرفية، بل هو رسالة وجدانية مفعمة بالأمل، تلامس قلب كل قارئ، حيث تقول الكاتبة:

"أنتم أملنا في هذه الحياة... ما عجزنا عنه، نتمنى أن تصلوا إليه."

وتخاطب جيل المربين الجدد بقولها:

"لا يزال أمامنا الوقت، فإن لم نُحسن مع أبنائنا، فلنجتهد مع أحفادنا."

في رسالة تشجّع على البدء من جديد، وتجعل من كل مرحلة عمرية فرصة جديدة للتأثير الإيجابي.

 

أهمية الكتاب في ظل الواقع التربوي الحديث

في عصر السرعة والانشغال والضغوط اليومية، يغفل كثير من الآباء والأمهات عن بناء الوعي التربوي الحقيقي. وهنا تأتي أهمية كتاب "آباء وأمهات"، فهو ينبه، ويحفّز، ويجهز الجيل الجديد لمواجهة مسؤولية التربية بوعي ومهارة.

الكتاب يضع بين أيدي القارئ خريطة أولية لمجموعة من الأدوات الفكرية والتربوية، ويحث على اللجوء للمختصين، وقراءة المزيد، وعدم الاكتفاء بالنية الحسنة.

 

التقييم العام:

كتاب "آباء وأمهات" هو عمل تربوي إنساني مميز، يجمع بين العاطفة والوعي، وبين التجربة والتحفيز للتعلم.

يوصل رسالة صادقة ومتواضعة، لكنها قوية التأثير، وتصل لكل من يحمل نية صافية لتكوين أسرة صالحة، وتربية جيل سوي.