"في منتصف العمر".. عبير خضر تفتح ملفات المرأة في أهم مراحل عمرها

 


في طرح جريء وواقعي تسلط الكاتبة عبير محمد خضر الضوء على واحدة من أكثر المراحل إهمالًا في حياة المرأة، رغم ما تحمله من تقلبات وتحديات: مرحلة منتصف العمر.

 

في كتابها الجديد "في منتصف العمر", تقدّم الكاتبة قراءة نفسية – اجتماعية صادقة لتجربة النساء بعد الأربعين، مستعينة برؤيتها الخاصة وتجربتها الذاتية، ومدعومة بأطر علم النفس الحديثة، خاصة نظريات "أريك إريكسون" حول النمو الإنساني، وتؤكد أن هذه المرحلة ليست نهاية، بل فرصة جديدة لإعادة التوازن والولادة من جديد.

 

الكتاب يشكّل دعوة صريحة لكل امرأة لتتصالح مع ذاتها، وتعيد اكتشاف هويتها، وتواجه الضغوط الداخلية والخارجية بأساليب واعية، من بينها: العلاج بالفن، وتقدير الذات، واستعادة الأمل.

 

رؤية تحليلية: المرأة قلب المجتمع وتأثيرها عابر للحدود

تؤمن الكاتبة أن المرأة ليست مجرد فرد في المجتمع، بل هي القلب النابض له. فإن صلحت، صلح كل ما حولها، وإذا ضعفت أو تراجعت، يتأثر الكيان الأسري والاجتماعي بالكامل. ولهذا فإن مرحلة منتصف العمر لا تخص المرأة وحدها، بل هي قضية عامة تمس الجميع.

الكتاب يؤكد على أن تأثير المرأة في هذه المرحلة لا يتوقف على نطاقها الشخصي فقط، بل يمتد للأسرة والمجتمع ككل، ويجب على المحيطين بها إدراك حساسية هذه الفترة وتقديم الدعم النفسي والمعنوي اللازم لها.

 


محتوى الكتاب: بين الواقع، النفس، والعلاج

ينقسم الكتاب إلى عدة محاور رئيسية تناولت الكاتبة فيها:

التحولات النفسية والاجتماعية التي تمر بها المرأة بعد الأربعين.

مقارنات علمية مع آراء علماء النفس مثل أريك إريكسون وايدا لوشان حول هذه المرحلة كـ"فرصة ثانية لإعادة تشكيل الذات".

تحليل الواقع الاجتماعي للمرأة المطلقة، الأرملة، أو العزباء في هذه السن.

تجارب واقعية وشخصية مرّت بها الكاتبة وتشاركها كنوع من الدعم الإنساني للنساء.

كما توصي الكاتبة بضرورة توفير برامج وقائية وعلاجية مثل العلاج بالفن والألوان، واعتبارها أدوات فعالة للتفريغ النفسي والتعبير عن الذات.

 


لغة حية وأسلوب وجداني

تميّزت لغة الكتاب بالعاطفة والدفء الإنساني، دون أن تفقد طابعها العلمي، حيث خاطبت الكاتبة القارئة بعبارات تحمل دعمًا نفسيًا وتقديرًا صادقًا لرحلتها، مثل:

"لستِ وحدكِ، نستطيع أن نعيد ترتيب أولوياتنا."

"جمال الحياة لا يقاس بالشكل، بل بما تفيضين به على من حولك من أمل وتفاؤل."

"منتصف العمر ليست نهاية.. بل بداية واعية جديدة."

 

أهمية الكتاب في السياق المجتمعي

في ظل الضغوط الاجتماعية المتزايدة، وتجاهل كثير من المؤسسات لحاجة النساء في منتصف العمر إلى الدعم، يأتي هذا الكتاب كمنصة توعوية وتقديرية للمرأة، يرفع الوعي بأهمية العناية النفسية والعاطفية بهذه الفئة.

كما يقدم حلولًا عملية يمكن أن تُطبق على نطاق واسع في المؤسسات المجتمعية أو مراكز الدعم الأسري.

 

التقييم العام:

كتاب "في منتصف العمر" عمل توعوي عميق ومؤثر، يجمع بين المعرفة النفسية، والخبرة الشخصية، والطرح الواقعي.

يناسب النساء بشكل مباشر، ويحتاج لقراءته أيضًا من يعيشون مع نساء في هذه المرحلة، من الأزواج والأبناء والمهتمين بالشأن المجتمعي، لفهم متطلبات هذه المرحلة والتحول من الضغط إلى الدعم.

Post a Comment

أحدث أقدم