| أقدم أنواع الجبن التي عرفها التاريخ بمتحف إيمحوتب |
"إيمحوتب" هذا الاسم المصري القديم الذي تم تقديسه في العصور المصرية القديمة بسبب نبوغه في الطب والهندسة والعديد من العلوم الأخرى، والذي تم تخليد ذكره بسبب بنائه معجزة عصره هرم زوسر المدرج بسقارة، وقد تم تخليده أيضا من أحفاده الفراعنة حيث تم تأسيس متحف له في نفس المنطقة.
متحف إيمحوتب
يقع
متحف إيمحوتب في منطقة سقارة الأثرية بالقرب من المجموعة الجنائزية التي شيدها
للملك زوسر، والتي تحتوي على هرمه المدرج الشهير، ومعبد الوادي، والمعبد الجنائزي،
ويعرض في المتحف العديد من القطع الأثرية التي اكتشفتها البعثات بالقرب من تلك
المنطقة، حيث تشمل المنطقة العديد من الأهرامات لملوك الدولة القديمة، والعديد من
مقابر النبلاء في هذا العصر.
صناعة الجبن في مصر القديمة
برع
المصري القديم في صناعة منتجات الألبان من السمن والجبن، بمختلف أنواعها، حيث
كانوا يصنعونها من لبن البقر والجاموس والغنم والماعز أيضًا.
| أقدم أنواع الجبن التي عرفها التاريخ بمتحف إيمحوتب |
تاريخ الاكتشاف
تم
العثور على أقدم قطعة للجبن في التاريخ، والتي تعود بالتحديد إلى عصر الأسرة
الثانية الفرعونية في عام ٣٢٠٠ ق.م، وذلك في عام ٢٠١٠، حيث تم العثور على مجموعة
من قطع الجبن الأبيض داخل آنية كبيرة من الفخار، وقد تم الكشف عنها وهي موضوعة
داخل ما يسمي بالمقصورة العليا داخل المقبرة، حيث توضع المأكولات والمشروبات في
حجرة الدفن.
نتائج الحفائر
قامت
البعثة الإيطالية التي قامت بالكشف عن تلك الآنية الفخارية المليئة بقطع الجبن،
بدراسة تلك القطع، حيث لم يتعرفوا عليها للوهلة الأولى، لكنهم توقعوا أن تكون نوع
من أنواع الطعام، نظرا لطبيعة حفظها داخل المقبرة، وبالفعل بعد ثماني سنوات من ذلك
الكشف الأثري، تم الإعلان في عام ٢٠١٨ عن أن تلك القطع المكتشفة كانت عبارة عن
أقدم أنواع الجبن التي تم اكتشافها في العالم.
| أقدم أنواع الجبن التي عرفها التاريخ بمتحف إيمحوتب |
صاحب المقبرة
وقد تم
العثور على تلك القطع من الجبن داخل مقبرة أحد النبلاء في مصر القديمة، حيث كانت
تلك المقبرة ترجع إلى شخص يدعى «بتاح مس»، وهو عمدة مدينة ممفيس التي كانت عاصمة
جنوب مصر القديمة، وهو موظف كبير في البلاط الملكي، ويقع القبر في مقبرة ضخمة
لبتاح مس والذي كان يحمل العديد من الألقاب مثل قائد الجيش والكاتب الملكي، وقد
اكتشفت المقبرة لأول مرة في عام 1885، ولكنها طمست ثانية بفعل حركة الرمال وأعيد
اكتشافها في عام 2010.
دفن الطعام مع الموتى
وقد
تعودنا من المصري القديم عند التنقيب عن الآثار التي خلفها، العثور على العديد من
الأطعمة داخل المقابر، خاصة التي ترجع إلى كبار رجال الدولة، حيث تم العثور في نفس
المقبرة على عدد من ثمرات فاكهة الدوم، كما تم العثور في مقابر أخرى على العديد من
نماذج الطعام التي سيحتاج إليها المتوفي في الحياة الأخرى، فقد كان الطعام من
الأشياء الهامة للمتوفي ليحيا في العالم الآخر.
الجبن طعام علية القوم
ويعتقد
العلماء الذين اكتشفوا تلك المقبرة من البعثة الإيطالية أنه ربما يكون عمدة ممفيس
من أقدم محبي الأجبان في العالم، حيث إنه ووفقا لعلماء الآثار المصريين
والإيطاليين فإن تلك العينة التي تم الكشف عنها تعتبر من أقدم عينات الجبن الصلب التي
عثر عليها في العالم، ويمكن أن تكون من الأطعمة المخصصة لكبار الموظفين وعلية
البوم في مصر القديمة.