في ناس بتهتم بإدارة وقتها، ومهم بالنسبة ليهم
يعرفوا بيقضوا وقت قد ايه على مواقع التواصل الاجتماعي، وشوفنا ناس كتير قدرت تدير
وقتها وتحدد عدد ساعات معينة لاستخدام الفيس بوك مثلاً، لكن عمرك سألت نفسك كام
"بوست" انت شوفته؟ كام كلمه دخلت عقلك؟ كام فكرة هاجمت مبادئك وانت مش
واخد بالك؟ في الحقيقة على قد ما كلنا نستفيد
من المواقع دي علي قد ماهي دمرتنا.
كم الأفكار اللي بنشوفها بتأثر علينا، ممكن بفكرة
أقنعك أن السياحة في مصر مش متقدمة، وممكن بنفس الفكرة أقنعك اننا على القمة، لا
إراديا عقلك هيتأثر وهيصدق، ممكن تكون مقرر تبطل تسمع اغاني بس كل "الأستوريهات"
فيها اغاني وبالتالي هتتراجع.
مصادر المعرفة بالنسبة ليك بقت كتير هنا كتب
وهنا فيديوهات وهنا مقالات وفكرة ورا فكرة من غير ما تاخد بالك انت أتغيرت، "البوست"
ده عن حد سافر واللي بعده تعزية و اللي بعده حادثة واللي بعده حفل تخرج وعقلك شغال
هنا وهناك.
عشان
كده ضروري جدا تفلتر عقلك، فلتر الفكرة أول ما تسمعها، والفلترة هنا بمعنى إنك
تسمع مني وتبحث عن أصل الحكاية وتسأل ولما تقتنع صدق.
لو
جربت تتكلم عن حدث تاريخي في فترة زمنية معينة هتلاقي كل واحد بقصة مختلفة،و كل
واحد مقتنع انه صح , لأننا ببساطه سمعنا
قصص كتير و رددناها من غير مانسأل هي صح ولا لا ، بس مش يمكن كلامي انا كمان غلط؟
طيب تعالوا أحكي ليكم قصة مرينا بيها يمكن اقدر اقنعكم.
كلنا
حضرنا مسلسل حريم السلطان اللي أحداثه بتدور عن السلطان سليمان وزوجاته، والمسلسل
دمر القصة الحقيقية بنجاح وخلانا نصدق سيره غلط عن حد كان فخر للمسلمين في يوم من
الأيام.
السلطان سليمان القانوني اللي في عهده بلغت
الدولة الإسلامية أقصى اتساع لها، لغاية ما بقت أقوى دولة في العالم، وابنه
السلطان سليم اللي هزم روسيا ودخل موسكو لكن المسلسل صور لنا عكس ده تماما.
وكل الناس صدقت ان دي قصة السلطان وإن دي حقيقة
الدولة العثمانية من غير ما يكلفوا نفسهم ويسألوا ويبحثوا ويعرفوا القصة، لأن مفيش
حد عاقل يدرس التاريخ من المسلسلات دي واحدة من الأفكار التي أثرت فينا وصدقناها،
الله اعلم ايه الأفكار التانية اللي انت مقتنع بيها ومصدقها وهي في الأساس ولا حاجة.
اعتمادنا على الافلام والاغاني أنها مصدر المعرفة ضيعنا، واعتمادنا على أفكار بعض من غير فهم شتتنا، فلتر الفكرة قبل ما تنشرها، فكر قبل ما تصدق، دور الف مرة قبل ما تردد.