تجربتي مع إدمان الإنترنت وكيف تخلصت من سمومه

 


 

بماذا نصف هذا الشعور الغير مريح عندما تكون غير متصل بالإنترنت؟ إذا لم يكن إدمانا رقميا أو إساءة استخدام رقمية، فما هو بالضبط؟

إنها تشبه إلى حد كبير عادة عصبية، مثل الضغط على أظافرك أو النقر بقدميك. لقد أنشأنا حالة من الهوس بجهاز يلاحقنا باستمرار، يسمح للناس بإرسال رسائل نصية إلينا باستمرار وفي أي وقت.

ونقوم دائما بتفحص هذه الرسائل ومشاركة الصور والفيديو طوال الوقت، حتى إذا ذهبنا إلى الشارع أو إلى أي مكان فبدلا من النظر إلى أعلى والاستمتاع بلحظات جميلة وبالطبيعة من حولنا، فإننا ننظر إلى هاتفنا والانعزال بداخله.

كل هذا الهوس فأنا أعاني منه للأسف، دعوني اعرفكم بنفسي وبتجربتي في السطور القليلة القادمة.


طبيعة عملي تجعلني اعتمد على الإنترنت

اسمي هيام، وأنا أعمل ككاتبة محتوى لبعض المواقع الإلكترونية. طبيعة عملي تجعلني اعتمد على الإنترنت معظم الوقت، فقد أصبحت شبه مدمنه للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، اقوم بتحديث بريدي الإلكتروني كل 5 دقائق فأنا متصلة بالإنترنت على مدار 24 ساعة تقريبا.

في الواقع فهذا النظام غير صحي بالمرة، فأنا لا أحتاج إلى التحديث كل 5 دقائق او مراجعة بريدي الإلكتروني باستمرار، فليس من الضروري أن أرد على كل تعليق في نفس اللحظة، وهذا ما اكتشفته في رحلتي مع عائلتي في محاولة مني للتخلص من هذا الادمان.


أشياء مهمة خلال رحلتي للتحرر من سموم الإنترنت

دعوني أعترف أن الأمر لم يكن سهلاً، لقد شعرت بالعزلة لبعض الوقت، شعرت بالرغبة بتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأن أشارك يومي مع أصدقائي على Facebook والدردشة معهم على whatsapp.

لم يستمر الأمر طويلا، فقد اكتشفت عدة أشياء مهمة خلال رحلتي للتحرر من سموم الإنترنت مثل:


شعرت حقًا بالتحرر

بعد مرور اليوم الأول بسلام وهدوء احسست بسهولة ترك مثل هذه الأشياء خلفنا لمدة أسبوع مثلا، أدركت أنه لن يفوتني شيء فأي تعليق أو رسالة سوف تظل متاحة لمراجعتها في أي وقت لاحق.

أحسست بالتحرر من قيود الهاتف المحمول فلم أكن مضطرة للجلوس في مكان معين للاستفادة من شبكة ال wifi ولم أقلق من نفاذ شحن هاتفي، كل هذه الاشياء كانت تشغلني في اي سفر او اي مناسبة، لكن هذه التجربة مختلفة لقد شعرت حقا بالتحرر.

 

أدركت أنني أعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من اللازم

أدركت انني اعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في كل شيء تقريبا حتى في الاتصال بعائلتي وأصدقائي، أعتمد عليها حتى في الحصول على الأخبار والأحداث من حولنا حتى إن لم تكن مهمة بالنسبة لي، لقد قضيت أسبوعا كاملا دون معرفة من قتل من ومن سرق ماذا، وكل هذه الأشياء التي لم تكن تفيدني بشيء بل بالعكس فكانت تؤثر على بالسلب.

 

حسنا.. يستمر الإنترنت بدوني 

في نهاية اليوم، سيستمر الإنترنت (والعالم) بدونك، صفحتي على Facebook مثلا لم تنفجر، لم يخرج صندوق البريد الإلكتروني الخاص بي عن السيطرة، والأهم لم يفوتني شيء عندما كنت معتزله الإنترنت، بالعكس فقد استفدت كثيرا واستمتعت كثيرا حيث لعبنا العاب الورق وركبنا الدرجات والعديد من الألعاب التي افتقدناها كثيرا.

 

إعادة اكتشاف الذات والاهتمامات

وجدت نفسي منجذبه لأشياء مختلفة واستمتع بفعلها مثل التخييم بصحبة شخص تحبه والحديث معه حول أشياء واهتمامات مشتركة، قراءة الكتب الورقية والاستمتاع بصوت الطبيعة من حولنا، مراقبة الأشخاص من حولنا والتعامل معهم ومشاركة اللحظات والضحكات معهم.


بشكل عام كانت تجربة فريدة من نوعها فالانقطاع عن العالم الافتراضي جعلني أتواصل بشكل أفضل مع العالم الحقيقي.

لذلك فهما تراكمت علينا الأعمال والأشغال لابد لنا من هدنة نصفي فيها ذهننا ونتواصل مع أرواحنا والذهاب في رحلة للتخلص من السموم الرقمية وتأثيرها علينا.

أحدث أقدم