ممكن قلمك لو سمحت؟!


تنوعت الكتابات الصحفية ما بين مقالات وتقارير وتحقيقات وكل منهم ترصد بعين ذويها ...ولا يمكن ان ننكر اختلاف اسلوب كل منهما وكذلك لابد من توافر كم مناسب من الموهبة

 ولكن هل طريق الوصول إلى غايتك التى تكمن فى التعبير عن ذاتك ومكنوناتك على شكل أسطر وبضع كلمات بهذه البساطة والمرونة ام ماذا؟! وهذا ما يتمحور حوله مقالنا هذا..

 

حلم الكتابة والاستغلال

يمكن أن نتناول موضوعنا كقصة تكشف عن ذاتها ولكن ليس بالمزيد من التفاصيل بل بالمزيد من الاحتكاكات بالبشر التى تصنع المواقف وبالتالى الخبرة، فكل كاتب قبل أن تفصح موهبته عن ذاتها لابد أن يتعرض لبعض الملابسات التى تقشر صدفته الخارجية.

حلم الكتابة برمته منذ نشأته تقابله العديد من التعركلات والتى تتبروز أكثرها فى الاستغلال خاصة لـ معدومي الخبرة والتجربه والذين ينصب لهم فخ الشهرة ونشر الكتابات ووصولهم للمكانة المرموقة والتى طالما ما سعوا إليها ..

ولكى يتضح لنا مقالنا اكثر كان لابد أن يعزز ببعض من القصص الواقعية والتى القينا الضوء عليها من خلال بعض من المقابلات الميدانية. 


تزرعه يقلعك 

 تقول احداهن انها منذ الصغر وهي شغوفة جدا بالكتابة، ولم يتوقف امرها الى هذا الحد بل قامت بأخذ الكثير من دورات لإتقان فنون الكتابة ..وصادفت في إحدى ايامها احدى الصفحات تعلن عن احتياجها إلى بعض من لديهم مهارات الكتابة وبالفعل قامت بالانضمام وكانت البداية توحى بأن كل شئ يسير على ما يرام حتى تم استغلال كتاباتها وسرقتها من صاحب هذه الصفحه واتضح لها الامر ان الصفحه غير رسميه وغير مسجله بأى هيئه تابعة للصحافة وتم استبعادها عندما طالبت بحقها على الاقل ذكر اسمها لما ينتمى لها ولكن تم قبول كل محاولاتها بالرفض.


 نام الحارس فرتع اللص

تدخل شاب آخر أثناء المقابلة وعرض أن يشارك بتجربته والتى  تشكل فيها الاستغلال المادى والتي ايضا كانت من خلال الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى " الفيس بوك " ويكون هدف هذه الصفحات هو استقطاب متوسطي السن كالشباب والمراهقين توهماً بأن تكتب أسماؤهم فى الجرائد الرسمية الكبرى.

ومن هنا يبدأ الاستغلال حيث تواصل مع أحد العاملين فى هذه الجريدة والتى لا تمط للصحافة بأى صلة وأنه سوف يقدم له كارنيه صحافه وبالمقابل الحصول على بعض الاموال والتى ليست بالقدر الهين وبعدما قام بالدفع تبين له عدم مصداقية هذه الجريده وتم إغلاقها.


"يا بنتي أنتي مراتي"

قصت أحدهم قصة من نوع الاستغلال الجديد وهو استغلال المشاعر، وهى قامت بالتواصل مع احدى مدعيين الاحتراف الصحافى واصبحت ترسل له كتابتها.

وكان يستغل كل هذا وقام بلعب دور الحبيب حيث عرض عليها الارتباط وبالفعل هى قامت بالموافقة وكان مقابل ذلك أن ينسب كل كتاباتها لـ اسمه وكانت تصمت على ذلك الابتذال بسبب اعتقادها ما يكنه هو لها من حب، حتى قامت بالصدفة وكشفت الحقيقه عن ذاتها.

وتبين أنه مرتبط رسميا بأخرى وعاقد عليها وكانت هذه صدمتها الكبرى، وعندما واجهته كانت الصدمة فى أنه لم ينكر بل اتهمها بالسذاجة.


إن بعد العسر يسر

ولم يسلم الأمر الى هذا الحد حتى ظهر بريق من الامل عندما استمع احداهما إلى هذا اللقاء وقام بفرض هويته وتجربته علينا وقد تكون حسن الختام .

حيث بدأ الشاب يسرد قصته بمرح شبابى معتاد وكم تعرض لكثير من الصعوبات ولكنه لم يستسلم وكان جوارحه تنبض بالأمل والوصول لهدفه وحدث ما تمنى بمحض الصدفة عندما تدرج من جريدة إلى موقع وإلى أخر حتى وصل لموقع ذات مكانة مرموقة وسمعة جيدة.

ولم يكتفى إلى هذا الحد بل تفوق على نفسه واثبت نفسه وكم ارضى طموحه وأن التعركلات والعقبات ما هي التحديات لإثبات ذاتك لنفسك قبل إثباتها للجميع .


استغلال مادي وعقلي ومعنوي

والكثير والكثير من القصص والحكايات والتى تشعر من خلالها بأن الأمر برمته ما هو إلا استغلال سواء مادى او عقلى او معنوى او عاطفى إن لم تصب هدفك جهة مصدر موثوق منه ،قد تكون حكايات مألوفة علينا ولكن كان لابد أن يصاحبها الامل وأنه ليس مجرد قصص يتم تلقينها ولكنها بمثابة تعويض من المولى لإرضاء رغباتنا.

فالجميع يعتقد أنه بمجرد حصلت على قلما تمكنت من الكتابة، ولكن فى حقيقة الأمر الكتابة من الفنون الراقية والتى تعبر عن مكنونات صاحبها فى بضع كلمات تسطر على وريقات تحالفها الحظ فتلمع امام انظار الجميع، ولكن لابد أن نتذكر أنه مهما كانت علو الغايه فإنها لا تبرر تدنى الوسيلة.


أحدث أقدم