اعرف اكتر عن هرم "البن بن".. سر الوجود الإلهي

 

 

الأهرامات من أشهر الآثار التي تشتهر بها مصر حيث تحتوي على أكثر من مئة هرم بشكلها المعروف المدرج والمنحني والهرمي السليم، منها الكبير والصغير، بالإضافة إلى أنه كان هناك أيضا أهرامات للملكات وليس للملوك فقط، لكننا سنتحدث اليوم على الهرم الصغير الذي يسمى "بن بن" وهو السر الأساسي في بناء الأهرامات على هذا الشكل.

 

بداية الخلق

اعتقد قدماء المصريين في أساطيرهم القديمة، أن الكون كان عبارة عن مياه أزلية، وعندما بدأ تكوين الأرض ظهر من تلك المياه تل أزلي على شكل هرمي، أطلق عليه المصريين القدماء "البن بن" بمعني التل الأزلي.

 

ارتباطه بالإله أتوم

وفي أساطير أخرى ذكرت عن هذا الهرم الأزلي، قيل إن الإله أتوم الذي قام بخلق هذا الكون والذي كانوا يصورونه على شكل طائر، في أول ظهور له قبل أن ينشئ الكون قام بالوقوف على هذا التل الأزلي الذي خرج من المياه.

 

الملك إمنمحات الثالث

يعرض نموذج لهذه الأهرامات والتي يطلق عليها البن بن في المتحف المصري بالتحرير حيث يعرض بلونه الأسود بفضل الحجر الجرانيتي المصنوع منه، ويعود هذا الهرم إلى الملك إمنمحات الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشر من الدولة الوسطى.

 

أهرامات إمنمحات

لدى الملك إمنمحات الثالث هرم في منطقة دهشور يطلق عليه الهرم الأسود، لكنه أثناء بنائه كان له العديد الأخطاء الهندسية فيه فتم التوقف عن تكملة بنائه، لكنه تم دفن فيه العديد من ملكات وأميرات أسرته الحاكمة.

 

قمة هرم إمنمحات

كما قام الملك إمنمحات ببناء هرم آخر في منطقة هوارة بالقرب من محافظة الفيوم، وهو الذي تم العثور فيه على هذا الهريم الصغير المعروض في المتحف المصري، حيث كان يعتلي القمة الهرمية الكبيرة، ومزين بالعديد من النقوش الغائرة، ووجد أثناء الاكتشافات الأثرية بالمنطقة بالقرب من الهرم مدفونا في الرمال.

 

نقوش الهرم

أما النقوش المرسومة على هذا الشكل الهرمي الصغير، فكان مزين في أعلاه بقرص الشمس يخرج منه اثنين من رؤوس ثعبان الكوبرا، كما أنه مذكور عليه اسم ملك مصر العليا والسفلى إمنمحات والذي يعني في المصرية القديمة "آمون في المقدمة" والمقصود به الإله آمون.

 

هرم التتويج

أطلق بعض علماء الآثار على هذا الهرم الصغير "هرم التتويج" حيث إن الشكل الهرمي الصغير بعدما وجدوه يعتلي القمة الهرمية للعديد من أهرامات ملوك الدولة الوسطى، كانوا يجدونه من قبل على قمم المسلات أيضا في الدولة الحديثة، لذلك أطلقوا عليه هذا الاسم، كما أنه كان يطلى بالذهب حتى تشرق الشمس عليه ويشع بنوره ليملأ الكون بالضياء، وبالفعل تم العثور على العديد من قمم المسلات وبها بقايا من معدن الذهب.