التلوث الأخلاقي والانحدار إلى القاع

 



المتأمل في واقع مجتمعاتنا بين الماضي والحاضر، يلمس مدى التدهور الأخلاقي وانعدام العديد من القيم الذي أصبحنا عليه والتلوث الأخلاقي الذي تسلل إلينا حتى النخاع، فنلاحظ انتشار عدة ظواهر منها الخيانة والتنمر والقتل والسرقة أصبح هذا الواقع ملموس ما السبب وراء ذلك؟

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 

أسباب التلوث الأخلاقي في المجتمع

1- الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى وعدم الخوف من الله وترك العبادات.

2- الإعلام الذي أبتعد عن دوره الأساسي في تغذية المجتمع بالمعلومات والحقائق إلا من رحم ربى، فنلاحظ غياب المفكرين والعلماء والمبتكرين عن الشاشات.

3- ظهور ما هو هابط "تريند اليوم" بغض النظر عن المحتوى الذي يقدمه، لا أجد ما أقوله إلا أن نعزى أنفسنا في إعلامنا، كما قال شوقي: "وإذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتما وعويلا ".

4- هبوط مستوى التعليم وعدم إتباع أنظمة تعليمية صحيحة.

5- نشر أفلام هابطة تؤدي إلى حدوث انحدار أخلاقي، فلم تعد السينما "غذاء العقل"، بل أصبحت غذاء للشهوات والملذات.

6- ظهور فئة تدعى أنها من أهل الطرب، فئة لا تهدف للغناء، بل لإفساد وتدمير الذوق العام، تنشر الفجور في الشوارع والمنازل هؤلاء لابد أن يحاكموا.

7- التقليد الغربي الأعمى نحن نأخذ من الغرب فقط الأشياء التافهة والسلبية، ونترك ما كنا عليه من حضارة وتقدم.

فأصبحنا لا نلاحق ما هم عليه من تقدم وازدهار من يحاسب على هذا الفرق؟ علينا أن نحاسب أنفسنا قبل فوات الأوان.

 

كيف يمكننا القضاء على التلوث الأخلاقي؟

هناك الكثير من الطرق التي تمنع التلوث الأخلاقي ومن أهمها:

  1. تبادل الاحترام بين الأشخاص، والأمانة في المعاملات.
  2. وللأسرة دورا كبيرا في القضاء على التلوث الأخلاقي، فيجب أن تتحلى بالأخلاق الطيبة وعليهم أن يهتموا بسلوك أبنائهم.
  3. المدرسة الذي تلعب دورا مهما بجانب الأسرة في إعداد الفرد وتقويم سلوكه، وأكد وزير التربية والتعليم عن بدء تدريس مادة احترام الآخر لتكون مقررا دراسيا بداية من العام الدراسي الجديد. 
  4. المساجد لها دور كبير في نشر الوعي والأخلاق الحميدة التي تساعد على انتشار الفضيلة بين الناس.


وفي الختام علي الدولة وأجهزة الرقابة أن تحافظ على قيم المجتمع من خلال الرقابة سواء كانت إدارية أو فنية أو اجتماعية، ودور الإعلام في زيادة الوعي الذي يؤثر على جميع فئات وشرائح المجتمع

يقول المفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري: " كلما تأخرنا في إصلاح العقل ازداد تراجعنا في ساحة العصر"، فعلينا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان.

 

أحدث أقدم