تعيش غالب شعوب الدول العربية تحت وطأة الفقر، ولا يملك الآباء أن يوفروا للأبناء سوى أدنى مقومات العيش الكريم، مع الحصول على بعض الإعانات لتدريسهم واستطبابهم.
هؤلاء الشباب يكبرون في جو ملئه شعور الحرمان، وهم يرون يوميا عبر وسائل الإعلام صعود اجتماعي سريع من القاع إلى القمة للبعض، وحصولهم على حياة البذخ مع أحدث السيارات والسكنات والشريك المثالي وغيرها.
فيحرك بشغف في النفوس الرغبة في الربح السريع واختصار المراحل، هاته الرغبة قتلت حب العمل والتفاني للكثيرين، فالواقع يقول إن لا وجود لكنوز يمكن العثور عليها، ولا أرباح تذر من منبع ما بين ليلة وضحاها دون اتباع طرق ملتوية أو غير قانونية في ذلك.
عادات عليك أن تحاف عليها في العام الجديد وطوال حياتك
أساس الوصول والعبر منذ الأزل هو الاستمرارية والتدرج مع القناعة الداخلية، فما هي العادات التي لا بد أن تصاحبنا مستقبلا؟
الاستمرارية
الكثير منا يبدأ طريق نحو هدف ما لكن سرعان ما ينقطع أو يمل، بسبب اصطدامه بأول عائق، أو علو سقف توقعاته في وقت قصير، الانتصار الحقيقي هو الاستمرار في طلب الشيء رغم استحالته بالتغلب على النفس وبذل كل الجهود وتنويع الطرق تباعا لدرء الملل.
التدرج
يمكن البدء بسقف بسيط ثم التدرج في الكمية، حتى نضمن الكيفية والجودة، ويتسنى لنا الاحتفال بكل إنجاز بسيط في نهاية كل مرحلة، فتهالك النفس وراء المسؤوليات المفرطة يسرع الفشل، والإحباط ويؤدي للانسحاب المبكر.
الصمت
عادة ما يضيع الثرثارون جل طاقاتهم الإيجابية في الكلام، ويتلقون بتبادل الأحاديث الطاقات السلبية من الأطراف الأخرى، وهم يؤدون دور المنصت أو الناصح، يمكن الاكتفاء بتعليق ملخص نصيحة تذهب لصلب الموضوع دون الاسعار في النقاشات، التي تضيع الوقت والجهد، فالإنسان الصامت المكتفي بنفسه يمكنه أن يركز بشكل جيد ويدقق في عمله، فيطال الإتقان والجودة.
السرية
النجاح المفاجئ مفرح جدا حتى لأقرب الأقربين، الكثير يتحدث بأحلامه ويوثقها بصور ومناشير حال البدء بها ثم سرعان ما يكتئب بعد حصوله على إطراء واعجاب من حوله، هو بهذا لا يفقد فقط شغفه بل يفقد معه مصداقيته ويكنى بصاحب الأحلام تهكما بين أصدقائه.
التخطيط
مهما كانت ذاكرتنا قوية، نحن محتاجون حقا لتخطيط فعلي خلال مسارنا سواء لمحاسبة مداخيلنا ومصاريفنا المرافقة لأهدافنا أو تقسيم أوقاتنا بما يتناسب ومسؤولياتنا وأولوياتنا فالعشوائية تجر دائما إلى الفشل.
قلة المصادر
يمكن لنا في بداية وضع هدفنا أن نطلع على عدة مصادر، تحاكي قصص ناجحة في أهداف مشابهة، لكن علينا حالا اختيار واحد مناسب، فمن الغباء بما كان اتباعها جميعا أين سنحدث أزمة خيارات وليدة التناقضات والمتعارضات بينها.
لم نكن حقا فاشلين في السنوات الماضية، هناك إنجازات لا نغيرها أي اهتمام يراها الآخرون حلما، لكننا نستطيع أن نطال الأفضل والمزيد إذا ربينا نفسنا على الامتنان والصبر.