الأخدود هو عبارة عن بناء صخري طبيعي مجوف من الداخل، ودائمًا ما يكون قريبا من سطح البحر وتحديدًا عند مجاري الأنهار، ويتكون الأخدود بسبب عوامل التعرية وجريان المياه بسبب سقوط الأمطار وانهمار السيول، مكونة بذلك مجموعة من التجاويف الصخرية والتي لها أشكال متباينة، وأحد أمثلة تلك الأخاديد، هو الأخدود الذي نتحدث عنه اليوم "أخدود الظباء".
 |
| أخدود الظباء |
موقع أخدود الظباء
يقع أخدود الظباء في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في ولاية كاليفورنيا بالقرب من نهر ساكرامنتو والقريب من صحراء موهافي.
سبب إطلاق اسم "أخدود الظباء"
أما عن سبب تسمية الأخدود بالظباء، فهذا لأن الأخدود كانت تعيش مئات من حيوانات الظباء، وهي الغزلان ذات القرون الطويلة المتشعبة، وكان ذلك منذ مئات السنين، وكانت تتخذ هذا المكان موطنا لها نظرا لتوافر النباتات حول النهر، والتي تتغذى عليها الغزلان.
لكن مع الأسف كان الصيادين يقفون حائلًا ضد تلك الظباء، حيث كان يتم صيدهم بنسب كبيرة، إلى أن اختفوا ويعتبرهم البعض انقرضوا، بالرغم من وجود بعض الآراء بأنهم قد غادروا بسبب الصيد، وآخرين يقولون أنهم ماتوا جوعًا، نظرًا لوجود سيول في تلك المنطقة من شأنها إزاحة الأخضر واليابس من أمامها، لذلك لم تجد الظباء طعامها اليومي، فماتت تضورا من الجوع.
التكوين الداخلي لأخدود الظباء
يتكون أخدود الظباء من مجموعة من التجاويف الصخرية التي تشكل قطع فنية مذهلة، فبسبب السيول الجارفة، والتي قامت بنحت وثقل الأخدود من الداخل بتلك التجاويف الرائعة والتي نشاهدها من خلال الصور.
تلك التجاويف بمجرد سطوع الشمس عليها يوميًا، تكوّن منظرًا خلابًا من الصخور الطبيعية الملونة من الداخل والخارج، حيث تميل ألوانها إلى الألوان الأرجوانية والبنفسجية ولون الزهور الفاتح والداكن، مما يشكل منظر طبيعي رائع.
الأخدود مزار سياحي
يعتبر أخدود الظباء من أهم المقاصد السياحية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقصدها الزائرين من جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب كونها منطقة رائعة وموقع مناسب جدا لالتقاط الصور التذكارية، بالإضافة إلى كونها مقر دائم لعدد كبير من المصورين، الذين يحرصون على التقاط الصور أثناء شروق الشمس، ليحصلوا على أجمل الصور، وقد تم تحويل المكان للمرة الأولى وحتى الآن إلى مزار سياحي في عام ١٩٩٧ بعد أن كان مكانًا ممنوع التصوير فيه.
مكان رائع لتصوير الأغاني والأفلام
كما قامت المطربة الشهيرة بريتني سبيرز بتصوير مشاهد الفيديو كليب الخاص بأغنيتها "أنا لست فتاة" في الأخدود، هذا بالإضافة إلى تصوير بعض من مشاهد الفيلم السينمائي "السهم المكسور" في نفس المكان أيضًا.
مغامرة الصعود على السطح الأخدود
تتطلب زيارة الأخدود الصعود إلى سلم طويل ينكسر على حسب منحنيات الأخدود، حيث يبلغ ارتفاع الأخدود حوالي ١٢٠ متر، لذلك فهي تعتبر مغامرة مخيفة لدى البعض، كما يشكل بعض الصعوبة للوصول إلى السطح، كما أنه أثناء عملية الصعود قبل تركيب تلك السلالم للزيارة تشكل خطورة كبيرة حيث كانت تنزلق مجموعات من حبيبات الرمل المتراكمة على اول جدران الأخدود، مما يسبب انزلاق البعض ما يؤدي إلى الإصابة بجروح بالغة.
ويفضل زيارة الأخدود في فصلي الربيع والخريف، حيث تكون الشمس ساطعة في تلك التوقيت من العام، كما يجعلنا نبتعد عن احتمالية سقوط الأمطار وحدوث السيول، وهذا يمكن السائحين من زيارة المكان بكل أمان والتقاط صور تذكارية لا مثيل لها.