ايجابيات وسلبيات الدراما |
كتبت - منار أشرف
لا خلاف على
أهمية ودور الدراما في المجتمع، فيمكننا أن نطلق على الدراما مصطلح "عين
المجتمع"، أو "مرآة المجتمع"، وذلك لأنها تعكس الواقع المعيش،
وتصور أدق تفاصيله، تتناول قضاياه ومشكلاته، تلقي الضوء على الإنجازات، تنقل التراث
والثقافة، تأخذنا في جولات عبر الأزمان المختلفة، فنرى عصورًا لم نشهدها، تعبر عن
عادات المجتمع وتقاليده، وتتعدد أدوارها وتختلف.
الدراما ليست وسيلة للترفيه والتسلية فقط
ويمكننا
القول بأن الدراما تعتبر أداة أو وسيلة إعلامية، تقوم بما تقوم به باقي الوسائل من
وظائف من تثقيف وإخبار وتعليم.
فلا تتوقف
الدراما عند كونها مجرد وسيلة للترفيه والتسلية للمشاهد، بل إنها ترتقي –أحيانًا-
لتكون وسيلة للتعليم، فهناك ما يسمى بـ "الدراما التعليمية"، التي هي
وظيفتها وهدفها الأساسي هو التعليم، أو التوعية بقضايا معينة.
وأيضًا
الدراما تعمل على تشكيل الاتجاهات وتكوين الآراء ووجهات النظر، ولها دور في تكوين
الصورة الذهنية لدى المشاهد، وتلعب دورًا خفيًا في تكوين الرأي العام، والتأثير
فيه.
الأثر السلبي للدراما
ورغم هذا
الأثر البالغ الذي تتركه الدراما في المجتمع بايجابية، يظل هناك جانبًا سلبيًا،
وهذا الجانب السلبي قد يشكل خطرًا على المجتمع، وهنا يبدو الأمر متناقضًا، فمن
المفترض أن دور الدراما هو دفع الخطر عن المجتمع، من خلال الدور التوعوي الذي
تؤديه، فكيف تشكل خطرًا إذاً؟
يتشكل الخطر
في المضمون أو المحتوى المقدم بالمادة الدرامية أو العمل الفني، وأيضًا في طريقة
معالجة هذه المادة، أو طريقة عرض أو تناول مشكلة أو ظاهرة ما بالعمل الدرامي.
أعمال العنف والبلطجة
فعلى سبيل
المثال، عرض الأعمال الدرامية لأعمال العنف و"البلطجة"، بل وتصوير
البلطجي كبطل وشخصية محبوبة وتحظى باهتمام الناس هذا أمر في غاية الخطورة؛ لأن
جمهور الدراما جمهور واسع، تلتف حول أعمالها جميع الفئات، ولعل الخطر الأكبر يكون
من نصيب الأطفال والمراهقين اللذين يتصفون بالتقليد الأعمى، واتخاذ أبطال
المسلسلات قدوة لهم.
وبينما من
المفترض أن تعمل الدراما على رفع أذواق المشاهدين، نجد الدراما اليوم لا تخلو من
استخدام ألفاظ وسباب وشتائم باعتبار أن هذا أمر متداول، وأنه تعبير صادق عن
الواقع، وفي الحقيقة أنه وإن كان تعبيرًا عن المجتمع، فإن عرض الأعمال الدرامية
والفنية لهذا الواقع بكل أريحية وبدون أدنى اعتراض عليه يفاقم الوضع السيء ويجعله
أكثر سوءًا.
دور منتجو الدراما
ودور منتجو الأعمال
الدرامية هنا هو التدقيق الشامل ودقة اختيار المادة التى سيتم عرضها، وتحديد
الرسالة المراد إيصالها، وأن تكون رسالة سامية، وأهم ما في الأمر هو تحديد واختيار
دقيق لطريقة معالجة وتقديم العمل، حتى لا يفقد أهميته، وحتى تصل الرسالة بوضوح،
ولا ينتج عنها أضرارًا غير مقصودة.
وعليهم أيضًا
مراعاة خصائص جمهور المشاهدين، ولا يكون العمل مخلًا بالآداب العامة أو أخلاقيات
وعادات وتقاليد وثقافة المجتمع، وهنا يأتي دور أجهزة الرقابة التي يجب أن تكون
يقظة الأعين وترصد وتقيم الأعمال الفنية أولًا بأول.
دور الأسرة
ثم يأتي دور
الأسرة في متابعة أبنائهم من الأطفال والمراهقين، وأن تكون حريصة على المضمون أو
المحتوى الذي يتلقاه الأبناء وما يشاهدونه أويتابعونه ومتابعة سلوكهم أولًا بأول.