هل تعرف أن ربنا ضحك؟

 

النجاة من النار

قصة آخر رجل يحرج من النار و يدخل الجنة

عادة ما تتبادر في قلب المسلم رهبة كل ما سمع اسم الله  عز و جل، و هو فضولي لكل ما من شأنه أن يزيد من رضاه تعالى، حريص على تجنب ما يجلب سخطه، فلا يأمن مكر  إلا القوم الخاسرون.


لكن المسلم أيضا يبتعد بمخيلته عن وضع أوصاف لله تعالى، عملا بالحديث الشريف:" تفكروا في آلاء الله و لا تفكروا في ذاته"، فالعاقل من الناس ينأى بنفسه عن وضع تصور لصفات إلهية بعيدة عن إدراكه المحدود و تقوده إلى الزندقة .


لكن بغض النظر عن الكيفية، الضحك معنويا يرتبط بالسعادة عند المخلوق و الرضا عند الخالق، فما السبب الذي يجعل مالك الكون بعزته يضحك لفعل عبده الضعيف؟؟، خاصة و أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "إذا ضحك ربك لعبد فلا حساب عليه"


1- قيام الليل

2 الإيثار

3 الاستشهاد في سبيل الله

4 وحدة الصف

5- صدقة السر

6 عدم القنوط من رحمة الله


كما أن الله سبحانه وتعالى يضحك من إصرار العبد على الدعاء و الطمع في كرم الرحمن و التعجب لمنه سبحانه و تعالى كما روي في قصة آخر رجل تاب عليه الله تعالى فأخرجه من النار :


حيث خرج الرجل يحبو تلفحه النيران، فضل يمشي تارة و يكبو تارة أخرى، فلما خرج منها و أدرك أن الله نجاه من عذابها قال: "تبارك الله رب العالمين، لقد أعطاني الله مالم يعطه أحدا من خلقه" ثم ما يلبث حتى تزرع له شجرة على الطريق ما بين الجنة و النار، فيدعو الله في أثر ذلك قائلا : "يا رب خذني إلى تلك الشجرة لأستظل بظلها و أشرب من ماءها و لا أسألك بعدها شيئا".


فيستجيب له الله تعالى ، و يدنيه منها، فشرب من ماءها و يستظل بها، و هو عندها ترتفع له شجرة أكبر من الأولى، فيدعو الله مجددا على أن يقربه من الشجرة الثانية.


فيجيبه الله تعالى و يذكره أنه أكد اكتفاءه بهذا الطلب عند دعاءه للدنو من الشجرة الأولى.


فيلح العبد على الله سبحانه و تعالى بالدعاء أن يقربه من الشجرة الثانية و أنه سيكتفي بالجلوس عندها.


يجيب الله تعالى للناجي الأخير من النار و بدنيه من الشجرة الثانية، ثم يرفع له شجرة أخرى أكبر و أفضل من سابقتيها، منبتها قرب باب الجنة، فما يلبث حتى يعود لدعائه و إلحاحه على الله تعالى أن يدنيه من الشجرة الثالثة مؤكدا مرة أخرى أنه سيكون آخر طلب.


فيجيب الله تعالى و يدنيه من الشجرة التي عند باب الجنة، فأثناء جلوسه عندها يسمع حديث أهل النعيم، فيحز في نفسه و يدعو الله أن يلحقه بهم و أن يدخل الجنة، هنا الله سبحانه وتعالى يقول لهذا الرجل:" يا ابن ادم أيرضيك لو أعطيتك الدنيا"، فيجيب الرجل على دهشته و قلة حيلته :"يا رب أتستهزئ بي و أنت رب العالمين؟"


فهنا الله سبحانه و تعالى يضحك من قول العبد الضعيف و الذي مر بعذاب النار و ذاق وعد الله الحق، و يقول له: "يا عبدي إني لا أستهزئ بك، إني على ما أشاء قدير"، فسبحان الله العظيم الذي يرزق من يشاء بغير حساب.

فمن حظنا أنه فتحت لنا نافذة تصور لنا ما سيحدث يوم القيامة، و نحن موقنين أنه قادم لا محالة، و هذا ما يدفعنا لتدارك أنفسنا و حثها على إخلاص الأعمال لله تعالى، و الاجتهاد في هدف الظفر بالجنة، فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز فوزا عظيما.

أحدث أقدم