الليث |
تلك العينان السوداوان بما يحملان من مكر ودهاء، قادرين على ارباكي حد النزف، لوهلة انظر اليهم بالبداية يخدعاني اثر طيبة دفينة مخبئة مغلفة بحدة طباع، يخشى أن تظهر فيتهم بحنان القلب؟! نعم أصبح حنان القلب اتهاما يواجهه هذا المزدوج.
اعاود النظر لأجد شراسة ليث، ينهش قلبي بمخالبه، غير عابيء بضعف تلك المضغة التي تحمله بصورته الطيبة بين حنايا الاضلع، فيمزقها وينثرها واعود ابكي وانا الملم بقايا الروح والصورة.
حاولت مراراً وتكرارا طيلة عقد مضى ترويض شراسته المفتعلة، وإظهار وداعته فقط، كما كنت دوما أراه بداخلي، ولكنه أبى أن يظهر محبته وحنينه، ربما اعتقادا منه بأن هذا ضعف وجبن، بينما كنت أراه أنا مكمن قوته.
بم استفدت الآن يا ليث؟! أظهرت جبروتك وشراستك للجميع؟! ماذا عن ضعيفتك وأشبالك؟! هل كان ذلك الفوز العظيم أمام عرين الأسود القبلي؟!
انتصرت نزعتك العنترية حينئذ؟! مبارك عليك ما نلته وحصلت عليه أمام الجميع، وعزائي لي ولاشبالك لخسارتك أمامهم للأبد؟!
الليث الحقيقي أيها المزدوج من يظهر شراسته للجميع، لا لاشباله وضعيفته؟!
هنيئا لعرين الأسود بضحكاتهم المتقطعة إثر فوز أحد أعضائهم بالانتصار على ضعيفة؟! ولكن انتظر ضحكاتهم الاكثر دويا عقب سقوطك وسطهم تنزف ولا تجد من يطيب جراحك!