الإصلاح الديني يبدأ عند العلم وينتهي بالتنوير وتطهير القلوب

 

دعاة الدين الإسلامي
دعاة الدين الإسلامي

 

في كل زمان يبعث الله عالما صالحا ليجدد للمسلمين أمور دينهم وينظم لهم أمور دنياهم، ويحثهم علي العبادات والإمتثال بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، ويأمرهم بتقوي القلوب، وتجنب المعاصي والفتن.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ".

 

الإمام محمد عبده من النفي إلى الفتوي وإصلاح أمور الدين

 

الإمام محمد عبده
الإمام محمد عبده

يعد الإمام أحد دعاة التجديد والإصلاح الديني، وكان يري أن انحراف الكثير من الناس يبدأ عند الجهل وينتهي به الإصلاح والتجديد عند العلم والمعرفة وليس من خلال الثورات، وكان يري أن الإصلاح الديني لا يبدأ إلا بالأزهر الشريف الذى وصفه حينذاك بالجمود.

 

علي الرغم من أن الإمام محمد عبده كان يري ان النهضة تأتي عن طريق التعليم وليس الثورات وكان في ذلك على خلاف مع أستاذة جمال الدين الافغاني، إلا إنه كان من مؤيدي الثورة العرابية ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم نفي إلي بيروت ثم سافر بعد ذلك بدعوة من أستاذة جمال الدين الافغاني إلى باريس ١٨٨٤، وأسس صحيفة العروة الوثقي، يقول الإمام وجدت فى فرنسا إسلاما ولم أجد مسلمين، فوجدت الأمانة والاخلاص في المعاملات والمباديء والقيم الذي أمرنا بها الإسلام، فعلمت أن المشكلة ليست فى الدين، وإنما فى الفهم الخاطيء له فى كل زمان ومكان.

 

حتى عاد الإمام محمد عبده إلى مصر بعد قرار العفو من الخديوي عباس الذى كان مشروطا بترك السياسة، وعين قاضيا ثم مستشارا بمحكمة الإستئناف، ثم بقرار من الخديوي عباس قام بتعيينه مفتيا للديار المصرية، كأول مفتيا مستقلا عن مشيخة الأزهر، وعمل على تطوير الأزهر من الجمود الذى لحق به، وظهر ذلك فى كتابه "رسالة التوحيد" الذى عبر فيه عن رأيه فى النهضة والإصلاح الديني باستخدام العقل من خلال التعلم والمعرفة وليس من خلال الثورات.

 

الإمام محمد الغزالي من المعتقل إلى وزارة الأوقاف والتنوير

 

الإمام محمد الغزالي
الإمام محمد الغزالي

من أحد الدعاة للتجديد والإصلاح الديني، الذى كان يري أن امور ومتطلبات الحياة تختلف بمرور الازمنة، ويجب ملاحقتها بالتطوير والتنوير، ويعد من أشهر علماء الدين الذين يمثلون التيار الاسلامى فى الدول الأوروبية.

 

هذا ما ظهر فى كتابة الشهير " أحياء علوم الدين " الذى حث به على العبادات، وتقوي القلوب ومكارم الأخلاق، وتجنب المعاصي التي تهلك بفاعلها.

تخرج الإمام الغزالي من الأزهر الشريف فى عام 1941م ، وتخصص بعدها فى الدعوة والارشاد حتى حصل على درجة العالمية عام 1943م ، وهو فى عمر ست وعشرون سنة.

 

كان في شبابه متاثرا بالإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وبشعارتهم الدينية، حتي انضم إليهم وعمل في الدعوة الإسلامية، وعندما حل جماعة الإخوان عام 1948م اعتقل الإمام الغزالي مع من اعتقلوا.

 

وترك الجماعة فى عام 1952م بعد اكتشافه زيف شعارتها وميولها السياسية أكثر منه الدينية.

 

وبدأت رحلته فى الدعوة من خلال مساجد القاهرة، فعمل إماما وخطيبا ثم تدرج فى الوظائف حتى صار مفتشا ثم وكيلا ثم مديرا للمساجد، وندب للعمل بوزارة الأوقاف كمدير عام للدعوة الإسلامية.

 

أعير الإمام الغزالي للمملكة العربية السعودية فى عام 1971م للعمل أستاذا فى جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

 

وعين وكيلا لوزارة الأوقاف بمصر فى عام 1981م، ثم تولي رئاسة المجلس العلمي لجامعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات وكانت هي اخر مناصبه.

 

وجاءت أهم القضايا التى ناقشها الإمام الغزالي فى المجتمع " قضية المرأة فى الإسلام " حيث قال إن مقياس تقدم الأمم وتخلفها هو وجهة نظرهم فى المرأة.

وجاء فى كتابه " الإسلام والإستبداد السياسي " مدافعا عن المرأه، وأن سبب الإنهيار الأخلاقي وفقدان التربية الذى لحق فى بأمتنا هو تحريم المساجد على النساء كما فعلت شعوب إسلامية كثيرة.

 

وفى الفن اباح الغناء والموسيقى على أن الأصل فى الأشياء الإباحة، فلم يحرم ولم يوجد حديث صحيح بتحريمه ، واستنذ بذلك لمدح النبي ﷺ صوت أبي موسي الأشعري، وكان الدف والمزمار فى عهد الرسول ﷺ ولم يحرمها أو يفر من سماعها، ولكن حرم بإجماع المسلمين الجمع بين الخمر والغناء والفسوق جملة فى مكان واحد.

تجاوزت مؤلفاته 60 مؤلفا فى الدعوة الإسلامية منها : سر تأخر العرب والمسلمين، المرأة في الإسلام، تأملات فى الدين والحياة، من معالم الحق (الذي كشف فيه زيف شعارات الإخوان)، السنة النبوية والذى قام بترجمته من قبل رئيس وزراء باكستان للغة الإنجليزية، كما ترجم كتاب فقه السيرة إلى جميع لغات العالم منها الصينية والهندية والفارسية وغيرهم.

 

وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة منها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1989م، وجائزة الامتياز من باكستان عام 1990م، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1992م.

 

" إمام الدعاة " الشيخ محمد متولي الشعراوي

 

إمام الدعاة الشيخ الشعراوي
إمام الدعاة الشيخ الشعراوي

هو أحد أهم الدعاة الذي قام بتجديد الخطاب الديني من خلال خواطره الدينيه والاجتماعية، لتثبيت قلوب المؤمنين بالحق ومكارم الأخلاق والعبرة والعظة من قصص الأمم السابقة، وتفسيره للقرآن الكريم، فيعد من أشهر مفسري القرآن الكريم الذي تميز أسلوبه بالسهل الممتع الممتنع، ليصل إلى كل قلب وعقل ليس فى مصر فقط، ولكن فى جميع أنحاء العالم العربي، وبدأ فى تفسيره للقرآن الكريم عبر شاشات التلفاز سنة 1980م، ولم ينتهي من تفسيره كاملا حتى توفاه الله.

 

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي أن خواطره حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرا موضحا له، فجاء القرآن معجزا في لفظه ومعانيه وتحدي الله به العرب حينذاك ومازال يتحدي الله به الأنس والجن أن يأتوا بمثله حتي تقوم الساعه، وإنما هي خواطر لتثبيت قلب المؤمنين وضرب الأمثله للإصلاح الاجتماعي والرد علي شبهات المستشرقين من خلال كتاب الله وسنته، ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر لكان رسول الله ﷺ أولى الناس بتفسيره، ولكن رسول الله ﷺ اكتفى بأن يبين للمسلمين أحكام التكليف وما أمر به الله وما نهي عنه.

 

تخرج الشيخ محمد متولي الشعراوي من الأزهر عام 1941م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا ثم بالزقازيق ثم بالإسكندرية، حتى اعير للعمل بالسعودية عام 1950م ، ليعمل أستاذا للشريعة بجامعة أم القرى.

 

وفى عام 1963م حدث خلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود ، ومنع الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسا لبعثة الأزهر وقام بالتدريس هناك سبع سنوات، وعاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية، ثم وكيلا للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، للتدريس بجامعة الملك عبد العزيز.

 

وفى نوفمبر عام 1976م ، عين وزيرا للأوقاف في حكومة ممدوح سالم رئيس الوزراءحينذاك، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978م.

 

وأثناء توليه وزارة الأوقاف أصدر قرارا وزاريا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر بأسم بنك فيصل، تاركا أثرا طيبا في الحياة الاقتصادية رغم انه من اختصاص وزير المالية الذي فوضه بذلك وقبل بالموافقه من مجلس الشعب.

لم يكتفي إمام الدعاة بالأمور الدينية والاجتماعية والاقتصادية فقط بل الثقافية أيضا، فكان عاشقا للغة العربية وقام بكتابة الكثير من الكتب منها : معجزة القرآن، والسحر والحسد، الشيطان والإنسان، قصص الأنبياء وغيرهم.

وفى عام 1987م، اختير عضوا بمجمع اللغة العربية «مجمع الخالدين» إلى أن توفي في 17 يونيو 1998م

• منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد قبل تعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.

• منح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م.

• حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

• قامت رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة باختياره عضوا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي فى القرآن الكريم والسنة النبوية.

• شاركت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة مؤخرا في حفل تدشين وترجمة خواطر ومجلدات الإمام محمد متولي الشعراوي إلى اللغة الإنجليزية في حضور نخبة من كبار علماء ومشايخ الأزهر الشريف.

أحدث أقدم