أسوأ شعور من الممكن أن تشعر به أن يقوم أحد بكسر فرحتك وقلبك، ويمسح بروحك شوارع الأيام ويحرق روحك دون أي مبالاة، ومن شدة الألم قد تكون الأمور غاية في الضيق والسأم، ومن وجهة نظري قد يتعلق أحدهم بأمل ولو "قشاية" في المحيط حتى ينجو من أبحار حزنه وألمه، لذلك لا تغرقه بكلماتك المؤلمة والمحبطة لأنه على أي حال في منطقة الغريق يحاول أن ينجو..
هكذا
كانت ملخص حكاية لبنت اسمها "أمل" بدأت تكتشف نفسها في إلقاء الشعر وهي
في المرحلة الابتدائية، كانت تعشق الإلقاء للغاية، كانت تكتب باحساسها فهي تشعر أن
عندما تكتب ما بداخلها تجد نفسها في ذلك الكلام، ووجدت نفسها أكثر في هذا المجال
بالتحديد، وهو ما جعلها تطور من نفسها أكثر فاكثر حتى بدأت تؤلف الخواطر.
كانت
أول شيء كتبته أمل كان عمرها 14 عامًا وكانت محبطة للغاية من نظرات وآراء الأشخاص الذين
كانوا حولها، لم تتلقى أي دعم، ورغم الإحباط حاولت واستمرت في سعيها وعملت كثيرًا
على تطوير مهاراتها حتى تأخذ أول فرصة حتى وصلت لـ 15 عامًا من عمرها.
ابتسم
القدر لها ففي ذلك العام الـ 15 تم افتتاح قصر للثقافة بالقرب منها، وكانت الوزيرة
في هذا المكان ذات يوم فوجدت أنها فرصة مناسبة لكي تلقي أكثر قصيدة كتبتها ومعبرة
عنها، وتشجعت أكثر لهذه الخطوة واستعدت لها جيدًا وألقت أول قصيدة لها أمام الحضور
عن والدتها، في هذه اللحظة تذكرت أكثر شخص دعمها، تذكرت "القشاية" التي
تمسكت بها في الغريق، فأطلت أمام الحضور وهي تلقي كلها ثقة وحماس وعاطفة وألم وأمل
تقول:
أمي
العظيمة القوية
بتواسيني
وقت حزني
تبقي
معايا وقت تعبي
اقول
مقدرش اوصف ليكي حبي
انتي
الحنان أنتي اللي ليا
مش
باقية على حد غيرك يا أمي العافية
انتي أول
اسم نطقته
اول
حضن اتحضنته
حبي
ليكي شيء خيال
وصعب
يتقال
وجودك
معايا فرحه ليا
عمري
ما أشبع من الحنيه
ي
حنينه ي قويه
ف عز
التعب تبقي معايا تداويني
انتي
ال ياما شايله همي
و انتي ال بردو بتداوي ألمي
في عز
وجعي كنت اجيلك
وأفضل
معاكي اقولك محتجاكي
تقولي سمعاكي
يا وردة
وسط ارض بور
بجيلك
خاطري مكسور
برجع
من عندك مجبور
ياللي
لما ابصلك بحس بهنا
وسرور
وبنسي الجفا
تعرفي
ي امي مليش حد غيرك
ومفيش
فرحه تتحسب عليا الا بوجودك
انا معاكي عارفه اني قصرت
لكن
حبك ليا خلاني فوقت مفيش مره حسيت بخوف
دايما
بتطمنيني و بحس معاكي بالأمان
معرفش
اروح من غيرك اي مكان
بتطمن
بوجودك ي منبع الحنان
بغيابك
عني مبعرفش ابقا تمام
فخليكي
وايايا
ودايما
معايا
وحيات
عنيكي متفارقي ايديا
اصلك
الوحيده اللي في الكون غاليه عليا
يديمك
يا ست الحسن ويديم حبك ليا.
ولسه
يكمل وإن شاء الله اوصل لحلمي..
صمت
للحظات في القاعة، فجأة يقف جميع الحضور يصفقون بحرارة شديدة والأم تقف بعيدًا تبكي من سعادتها..