"العشرينات".. سنوات التيه والسعادة

العشرينات سنوات التية

 

كتبت – سلمى عز الدين

 

كنت اتطلع في طفولتي لليوم الذي انتهي فيه من الدراسة وابدأ الحياة العملية، فذهني تصور أن تلك المرحلة هي مرحلة الانطلاق والتحرر والاعتماد على الذات، لكن تغيرت نظرتي بعد التخرج، فقضيت عدة شهور أشعر بالضياع والتوتر وأحسست أني  مازالت صغيرة غير قادرة على تحمل مسئولية نفسي بشكل كامل، بالإضافة إلا عدم وجود فرصة عمل مناسبة، ما أدى للجوء لعزلة -لا أعرف إن كنت توجهت لها عن قصد أو غيره- بدأت فيها مراجعة نفسي وأفكاري ثم قررت أن أقرأ عن تجارب اخرين كيف استطاعوا رسم مستقبلهم في تلك الفترة، حتى وصلت لما يعرف "بأزمة ربع العمر".

 

وهي وفقا لمقال منشور على موقع جامعة برادلي بعنوان "فهم أزمة ربع العمر" مرحلة من الشك وعدم الاستقرار تحدث في منتصف العشرينات إلى أوائل الثلاثينات، حين يشعر الأفراد في تلك المرحلة باليأس وانعدام الشغف نتيجة لإحساسهم بالحصار داخل وظيفة مقيتة أو عدم قدراتهم على إقامة علاقات عاطفية، ويقارنون نفسهم بأقرانهم الذين استطاعوا السير بنجاح في حياتهم المهنية والعاطفية.

 

أزمة ربع العمر ظاهرة تستمر لمدة عام

 

ويرى أوليفير روبنسون، محاضر أول علم نفس بجامعة جرينتش، أن أزمة ربع العمر ظاهرة عدة ما تستمر لمدة عام، وتعد تلك الأزمة مرحلة تحول هامة في حياة الفرد ودلالة على النضج، ولكنه في تلك الفترة تزداد لديه المشاعر السلبية ويتصاعد الصراع الداخلي والارتباك، ويؤكد ذلك الدراسة التي أعدها الباحث بالتعاون مع   ،direct bank وهو بنك إلكتروني تابع لبنك "إتش إس بي سي" ويقدم خدمته داخل المملكة المتحدة،  شارك في الدراسة ٢٠٠٠ شخص ما بين (٢٥-٣٥) ٥٦% منهم أصيبوا بأزمة ربع العمر ٥٠% أكدوا أن ما كانوا يمرون به كان حافزا إيجابيا للتغيير في المستقبل، إضافة إلا أنهم تعلموا أمور جديدة عن أنفسهم أكثر من أولئك الذين لم يمروا بالأزمة.

 

أربع مراحل لـ أزمة ربع العمر

 

تمر أزمة ربع العمر ٤ مراحل، كما ذكرتها مجلة "بيزنس هارفرد"، تبدأ بشعور الأفراد أنهم محاصرون داخل نوع من الرتابة في حياتهم العملية أو الشخصية، رغم قيامهم بالمهام المختلفة في الحياة من عمل وارتباط وغيرها إلا أنهم يشعرون أنهم داخل مرحلة التظاهر بالنضج.

 

فيتجهوا لترك وظائفهم أو الانفصال عن الشريك، ليتجهوا للعزلة والوحدة وهي أصعب فترة ففيها يفكرون في إعادة ضبط خططهم وبمفردهم.

 

بعد ذلك يتجهوا لاستكشاف هوايات واهتمامات جديدة وينخرطوا داخل مجموعات اجتماعية، ليخرجوا من الأزمة أكثر سعادة وشعور أكبر بالوضوح.

 

أفكار تساعدك في الخروج من الأزمة

يوجه روبنسون مجموعة من الأفكار التي تساعد في الخروج من الأزمة، منها:

• كتابة قائمة بالأشياء التي لا تمتلك رضا عنها واختار منها شيئين حاول أن تقوم بممارستهم لترى هل سيحدث فرقا أم لا.
• يمكنك أن تجد أمر كنت تقوم به يشعرك بالسعادة لكنك توقفت عن ممارسته كالرياضة أو هواية معينة.
• حاول أن تقرأ عن تجارب الأخرين مع الأزمة كيف مروا بها ما الاجراءات التي اتبعوها ومارسوها، القراءة ستساعدك لفهم أنك في مرحلة مؤقتة.
• جرب أن تقوم بالتطوع فهو سيساعدك لإيجاد معنى لحياتك.
• وحاول ألا تقوم بتغيرات كبيرة في حياتك مرة واحدة خذ خطوات بسيطة في البداية.
• تحدث مع الأخرين في المشكلات التي تواجهك يمكن أن يكون صديق أو معالج نفسي.

 

ومن تجربتي الخاصة التي لم تستمر طويلا نتيجة لإدراكي السريع لما أمر به، فإن القراءة عن الأزمة بوعي ومحاولة تجربة أشياء جديدة ومختلفة والخروج من دائرة الراحة الخاصة بك أمر مهم ويساعد على انتهاء الأزمة سريعا، بالإضافة إلا الوعي بأنها مجرد مرحلة مؤقتة يمر بها الكثير من الناس في تلك المرحلة لما بها من تغييرات كبيرة وسريعة.