رحلتي من طالب متفوق إلي طالب الستر

 

طالب متفوق لطالب الستر

كتبت - مريم البيومي

كل واحد عنده طريق ماشي فيه في حياته؛ أحيانا الطريق ده بيكون على هواك وأحيانا بتلاقي نفسك وقفت في نص الطريق، وده باختصار اللي حصل معايا في رحلتي.

 

رحلتي بدأت من وانا عندي 3 سنين؛ طفلة عندها حساسية وتعبانة زي باقي الأطفال؛ بتروح عند الدكتور بتاعها كل خميس وجمعة من الأسبوع عشان المتابعة؛ الغريب بقي هنا كان في شيء واحد أن أنا من السن ده وانا الحلم بدأ يكبر معايا في أن أنا أكون زي دكتورتي واساعد كل الأطفال.

 

بدأ الحلم يكبر معايا لحد ما الأمور بدأت تتعقد في حياتي والطفلة البريئة تبدأ تشيل الهم؛ ف يوم عرف والد الطفلة أن هو تعبان بمرض خطير وهيموت قريب وفضل والد الطفلة بين أيادي الأطباء، والطفلة البريئة متعرفش ايه اللي بيحصل لوالدها غير أنه هو هيخف قريب.

 

وفي يوم زي اي يوم راحت البنت الجميلة لباباها وكان تعبان في اليوم ده تعب شديد؛ فجأة الاب قام وأخد كل أسرته وطبعا انا كنت منهم ونزل اتمشي معاهم لدرجه ان الأمل رجع في عيونهم كلهم؛ أخدني بابا علي جنب ومسك ايدي ولقيت نفسي واقفه قدام كليه الطب وكلمته الي بترن لحد حالا في وداني هي أن هو عاوز يشوفني طبيبه وان أنا اعالج أكبر قدر من الناس وفضل يدعيلي ويوصيني على اخواتي وبدأ الامل يرجعلي من جديد أن احنا هنرجع نفرح من تاني وللأسف كان اعتقادي كله خطأ.

 

فجأة في يوم كله ظلام وظلم اكتشفت البنت أن باباها توفي؛ فضلت البنت تنحي من البكاء علي فقدان والدها اليوم ده ساعات وساعات؛ كان الملجأ الوحيد لهرب الطفلة من حزنها أنها تروح لوالدها المدفن وتفضل تتكلم وتوعده أنها  هتكون طبيبة وتحقق حلمه.

 

وعدت الايام والسنين والشهور والبنت بدأت تكبر وتفوقها يسبقها كل عام والهدف الأساسي في حياتها هو كلمه باباها ليها؛ عدت البنت من المراحل بالترتيب لحد ما وصلت لأخر محطة؛ فضلت البنت تشتغل ف أخر مرحلة وتعمل أقصي جهدها في أنها توصل لحلم بابا لكن توقعات ربنا فاقت كل شيء.

 

من هنا كانت الحقيقة إن البنت محصلتش على كلية الطب وكانت أول سنة متقدرش تحقق الدرجات العليا وفضلت البنت مكتئبة لشهور وشهور، وكل يوم تتعب أكتر من الأول؛ شخصيه البنت وشكلها اتغيرت من كتير البكاء؛ أيضا انقطعت عن زيارة والدها لكن تدابير ربنا كانت أكبر من كل شيء.

 

دخلت البنت في مرحله الجامعة، وفضلت تعاني كتير من صعوبة التعامل مع الوضع وأنها تفكر في ذكريات الماضي لكن كان مزروع أمل جواها أنها تكمل وتقوم من جديد وحاليا بوجه رسالة أن كل الطرق صح بس طرق ربنا أفضل.