أسهب الكثير من المحدثين الاجتماعيين في تحديد مفهوم للتنمر، و الذي طغى على السطح و لم تخلو مائدة مستديرة منه، حيث اتفق غالبهم على أنه تعدي شخص على الآخر، سواء كان يكبره سنا، قرينه، أو يعقبه بسنوات، فالأمر عائد أساسا لشخصيتي الجانب المتنمر(فرد أو جماعة) و الضحية.
مفهوم التنمر اللفظي:
عالج الباحثون بشكل مكثف التنمر بكل
أشكاله، و راح البعض يشخص النوع اللفظي حيث يمكن استنباط مصطلح وجيز خلاصة
للمفاهيم التي طرحوها، بأنه "أذى باللسان" كلمة أو أكثر يتفوه بها شخص
أو جماعة تهكما على شخص آخر, لها دلالات خاصة مرتبطة بشكل الشخص الخارجي أو طريقة
كلامه، موقف ما، أو حتى حياته الشخصية، من هنا نستنبط عدة أنواع للتنمر اللفظي
حسب الكلمة و المحيط المطلقة فيه، و أثرها اللحظي و بعيد المدى على الضحية، أبرزها:
1- ألفاظ تنمر في المحيط الأسري قبل المدرسة و ما بعدها:
التنمر اللفظي في الوسط الأسري |
2- التنمر اللفظي في الوسط
المدرسي و أثره:
في المدرسة قد يحضر التلاميذ أو الطلاب بعض الألفاظ التي سمعوها سابقا حول الضحية، و يكررونها تقليدا و تهكما، لكنهم لا ينفكون عن إطلاق أخرى تخص:
-شكله الخارجي أولا قبل التحدث.
- هندامه و لباسه و طريقة كلامه.
- مستواه الدراسي و موقف جرى له خلال الإجابة.
و هنا المدرس قد يكون في يكتسي أحد ثلاثة
صفات:
- الإيجابي (الناهي، الناصح)
- الحيادي (يراقب في صمت)
- السلبي( صاحب التنمر)
عادة يمكن للضحية التنمر اللفظي في الوسط
المدرسي من التعايش و اكتساب الثقة، في حالة ما كان المعلم صعب إيجابي و يبعث نفس
طيب بين متعلميه، أو بحماية حكومية لاختلاف الطبقات الإجتماعية بتوحيد الزي
المدرسي.
أنا إن كان المسؤول الأول في حجرة الدرس
محايدا ستتنقل الخصومات إلى خارج أسوار المدرسة لتخلق عدائية تجر معها الأولياء.
و في حالة ما كان المعلم من بين المتنمرين
يخلف أثرا دامغا في نفسية الطفل، تجعله ينتقم لا محالة:
إما من وضع أسرته أو ما مستواه الإدراكي
المعرفي بالانسحاب من المدرسة في وقت مبكر .
أو من محيطه المردد للكلمات بالعنف في المدرسة
و الشارع.
أو من المعلم نفسه بالإعتداء بالضرب أو
إفتعال المشاكل.
3- التنمر اللفظي في المجتمع:
يتعرض له الكثير من الأطفال في العالم،
يكون بألفاظ تهكمية على شكل الطفل، تصرفاته، تصرفات أحد أفراد أسرته أو لقبها، ما
يحيزه خارج دائرة أقرانه، و يحرمه من المشاركة في عدة ألعاب، و هذا يجعله ينتقم
لنفسه من أسرته أو لأسرته من المجتمع.
قد تكبر الألفاظ التي ألصقت بالطفل من وسطه
الأسري أو المدرسي أو الاجتماعي معه إلى محيط العمل، حيث نجده محط سخرية مضايقة من
مجموعة من زملائه، ما يحيده عن الحديث و المشاركة أو حتى الإبداع في العمل، قد
يقرر بعده الانسحاب ثم الانتقام، و هكذا صنعنا الكثير من المجرمين .
بين هذا و ذاك يبقى الحديث النبوي الشريف المختصر المفيد في هذا الموضوع لدرء تداعيات أي أدى لفظي حين قال صلى الله عليه و سلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده".