فيلم Encanto |
أتساءل كيف للمرء أن يحيا في محيط يرفضه،
يتنكر من وجوده، الرفض هو أسوأ شعور قد يتعايش معه المرء على مدى حياته، شعور قد يدفعه
لإنهاء حياته، لكن في بعض الأحيان قد يدفعه لإكتشاف دواخله المنيرة؛ قد يختلق به
الهبات التي قد يغير بها العالم.
تدور أحداث الفيلم في محيط منزل عائلة
"مادريغال" التي يتمتع كل أفراد من أفرادها بهبة تميزه عن غيره من
الأفراد، ويستخدم أفراد مادريغال تلك الهبات لتطوير مجتمعهم وتقويته.
معجزة ميرابيل..
تولد ميرابيل بين أسرة مادريغال كواحدة من أحفادها،
ثم يأتي يوم اكتشاف الهبة التي تميزت بها ميرابيل لكن تكون المفاجأة أن ميرابيل
أول فرد من عائلة مادريغال بلا هبة أو معجزة، أول فرد يخذل العائلة وأفراد المجتمع
الذي يحتفي بكل أفراد مادريغال بإعتبارهم سبب أساسي في استمرار مجتمعهم.
يتناول الفيلم الكثير من المشاعر بصورة تجعلك
تود لو تعانق أشخاصه وبالأخص ميرابيل؛ تخيل شخص قضى سنواته بين محيط يرفضه، يقلل
من شأنه، ويراه بلا هدف أو لا يقدم شيء يذكر في حين أن جميع المحيطين يسعون جاهدين
لتقوية مجتمعهم ويساهمون في إنقاذ البشر واستمرارية الحياة.
رغم معاناتها؛ لم تتخلَ ميرابيل عن تلك الروح
التي تبث في غيرها البهجة، البهجة منقعطة النظير، في جميع تحركاتها وأغانيها
وتشجيعها لصغير العائلة الذي كان يخشى أن يخذل العائلة.
الهبة الحقيقية..
في ظل المعجزات الكثيرة التي ميّزت أفراد مادريغال ما بين القدرةعلى فهم لغة الحيوانات، القوة الجسدية والمبهرة، القدرة على إنبات زهور في كل حدب وغيرها من المعجزات؛ إلا أن كل هذا لم يكن ليقف أمام نكبة انتهاء السحر وضياع معجزات مدريغال وتشقق منزلهم، لم يقف أمام تلك الكارثة إلا إصرار ميرابيل وعنادها لإنقاذ عائلتها، رغم كل ما ظهر منهم من رفض لها إلا أنها لم ترفض أبدًا الحفاظ على بقاء العائلة ولو كلفها ذلك خسارة حياتها، نجحت شخصية ميرابيل بكل سهولة في أن تجتاحني وتتلبس جميع جوارحي، حتى أنني وددت لو عانقتها وبكينا سويًا.
تناول الفيلم الكثير من التفاصيل المبهجة
التي جعلتني أشعر بالسعادة غير المعهودة، على الرغم من أنني شخص غير مهتم بتلك
الأفلام من نوعية الـ Animation إلا أنني عند المشاهدة أصابتني عدة مشاعر صادقة باتت حية متحركة
فيّ منذ مشاهدتي للفيلم البارحة وحتى الآن أثناء كتابتي عنه وربما ستستمر لما بعد
انتهائي من الكتابة، وبالطبع ليس ممكن أن نتكلم عن التفاصيل المبهجة دون ذكر تلك
المقطوعات الموسيقية المميزة التي ضمّها الفيلم، إنها من القلائل التي شعرت فيها
بـ "الخفة" بعد مشاهدتي لفيلم وجعلني اقتنع أنه أحيانًا ما يجعل منّا الرفض
أشخاصًا رائعين.