حياة بعد التخرج |
يعتقد الكثيرون أن حياة المتخرجين حياة سهلة،
فكثيراً من الطلاب يرددون دائماً "يبختهم خلاص مش هيصحوا بدري عشان
المحاضرات"، إلا أن الحقيقة غير ذلك تمامًا، فحياة المتخرجون مليئة بالصعاب
والحيرة بدرجة كبيرة، فما أن يتخرج الطالب تبدأ الحياة بالتكشير عن أنيابها في
كثير من النواحي، في هذا المقال سنعرض أهم مشاكل المتخرجين وأبرز العقبات التي
تواجههم.
أولاً: صعوبة تحديد المسار المهني
فكثيراً من المتخرجين لا يستطيعون تحديد مجال
شغفهم وبالتالي يجدون صعوبة بالغة في تحديد الوظيفة المناسبة لهم، خاصة الكليات
الأدبية وذلك لأن مجالاتهم واسعة للغاية وغير محددة، فنجد أن خريج كلية آداب له
العديد من الاتجاهات والتي تكون في بعض الأحيان غير متعلقة بمجال دراسته، والمشكلة
الأكبر هو الخوف من الدخول لمجال ما ثم الاكتشاف بأنه المجال غير المناسب له مما
يضطر المتخرج إلي تغيير المجال وتجربة شيء مختلف كل فترة فيكون في حلقة "ولفي
بينا يا دنيا".
وهو ما يشعره بالاضطراب، وعدم الاستقرار وهذا
ينعكس سلباً من الناحية النفسية للمتخرج، كما أن البعض يتخصصون في مجالات غير
مجالات كلياتهم نظراً لصعوبة الوصول لوظيفة تخص مجال الدراسة.
ونظراً لوجود أزمة " الواسطة" في
مجتمعنا، لذلك تجد الكثيرين يمتهنون مهن لا تتعلق بمجال دراستهم بتاتاً مما يسبب
أزمة نفسية لهم وكثيراً منهم يرددون "وطب وتعب الأربع سنين راح فين!!"،
وعلى النقيض الآخر فهناك من يكتشف نفسه في مجال لا يتعلق بمجال دراسته ولكنه يجد
المتعة فيه.
ثانياً: الفراغ القاتل:
كثيراً ما نسمع طلاب الجامعة يرددون عبارات
مثل " خلاص بقي يا عم اتخرجت، ومفيش منبهات تاني خلاص"، إلا أن كثيراً
من المتخرجين يعانون من الفراغ خاصة هؤلاء الذين لا يجدون عملاً مباشرة، وهذا
الفراغ يؤدي للإحساس بالملل طوال الوقت والفراغ دائماً يجلب الفراغ والسقوط في
هاوية الكسل.
ثالثاً: الصدمة في العالم الخارجي:
حياة المتخرج يجدُر بها أن تكون تحت عنوان
" أهلاً بك في حياة الهلاك"، وذلك لعدة أسباب منها:
* الرفض المستمر في مقابلات العمل بدون أي
مبرر أو ما يدعي بال “ فيدباك"، فمن حق أي شخص رُفض لسبب ما أن يعلم بنقاط
ضعفه حتى يعمل عليها ويحسن من نفسه، ولكن هذا لا يحدث في كثير من الأحيان، فحين
يتقدم المتخرج لشغل وظيفة ما ويحصل على ميعاد " للأنترفيو" ويُقابل
بالرفض، فلا يتم إعطائه سبباً واضحاً، ويظل المسكين في حيرة من أمره ويشعر بأن لا
قيمة له بتاتاً.
* وحتى وإن قُبل لشغل وظيفة ما، فسنجد أن
أصحاب العمل يقللون من شأنه في الراتب ويستغلون أنهم حديثي التخرج " فبيس
هيقبل بأي حاجة، هو يطول"، مما يؤدي للشعور بالإحباط من العالم الخارجي.
وختاماً إذا كنت ممن لم يتخرجوا بعد و"
بتدعي على حياتك الجامعية والعذاب اللي أنت شايفه" فهذا لا يقارن بشيء من
الشعور الذي يجتاح المتخرج، فنصيحة أيها الطالب الجامعي " بلاش أفورة"،
وأما بالنسبة للمتخرج فهذا "التوهان" جزء لا يتجزأ من " حياه ما
بعد التخرج" فتقبل الأمر وبكل سرور " أهلاً بك في عالم الواقع"،
ولكن لا تخشى هذه مرحلة مؤقتة فقط، فحتماً في نهاية الأمر ستقف على أرض صلبة.