أسلم على يديه 40 ألف شخص.. إليك القصة الملهمة لـ الشيخ محمد حميد الله


 

محمد حميد الله

كتبت - سماح فكري


ميلاده ونشأته:-

في يوم 16 محرم عام 1326هـ وفي حي فيلخانه – مدينة حيدر أباد بالهند، وفي عائلة النوائط ولد عضو جديد من أعضاء العائلة التي أشتهرت بإنجابها للعديد من رجال العلم والدين والقضاه، ولد الدكتور / محمد حميد الله الحيدر أبادي، الرجل الذي لم يمتلك مالا ولا منزل ولا حتى زوجة طوال حياته، فقد أوقف عمره بالكامل لخدمة الدين والعلم والتحقيق والتدقيق في كل ما كان يختص بذلك، فلم تشغله الحياه الدنيا يوما وكان جل ما يشغل باله هو أن يؤدي رسالته على أكمل وجه.


رحلته إلى العلم:-

تلقي العلم في حيدر أباد في المدارس النظامية هناك وقد تعلم اللغة الإنجليزية على نفقته الخاصة، ثم ألتحق بعد ذلك بقسم الدراسات الإسلامية بالجامعة العثمانية، وأنهي شهادة البكالوريا بتقدير أمتياز، وفي عام 1930 حصل على ماجستير القانون، مما أهله لنيل منحة التحقيق العلمي من الجامعة العثمانية، وبدأ عمله في التحقيق العلمي في موضوع (القانون الإسلامي العالمي)، ثم أنتخب للعمل سكرتيرا لجمعية القانون، وحصل وقتذاك على منحة من جامعة بون بألمنيا والتي حصل منها على درجة الدكتوراه عن رسالته (العلاقات الدولية في الإسلام)، ثم سافر بعد ذلك على بريطانيا ثم باريس، وحصل هناك على درجة الدكتوراه للمرة الثانية عن مقاله بعنوان (مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي وفي الخلافة الراشدة).


مشوار عمله:-

 عند عودته مرة آخرى إلى حيدر أباد عمل أستاذا في قسم الدين، ثم عين في قسم القانون الدولي بالجامعة العثمانية، وفي عام 1948 تم أختياره عضوا في الوفد الرسمي الذاهب إلى الأمم المتحدة ممثلا لحكومة حيدر أباد لعرض قضية أستقلالها وعدم إنضمامها إلى الهند، ولكنه تفاجأ بضم الحكومة الهندية لحيدر أباد قسرا قبل بدء الوفد مفاوضاته مما دعا أعضاء الوفد للرجوع مرة أخرى ولكنه أثر البقاء في باريس، وعمل هناك أستاذا ومحاضرا في عدة جامعات فرنسية وايضا عمل كأستاذ زائر في جامعات الهند وألمنيا وباكستان وأسطنبول وأنقرة و كوالالمبور.


أهم إسهاماته ومواقفه:-

1.       هو من أسس مبدأ الحياد في القانون الدولي الإسلامي.

2.       أول من أدخل مصطلاحات (دولة المدينة – دستور المدينة) في القاموس الإسلامي.

3.       أتقن كتابة وقرأءة وحديث اكثر من 22 لغة وكان أخرها اللغة التيلندية والتى أتقنها في الـ 84 من عمره.

4.       كانت له قدره عالية في التأليف بسبع لغات هم (العربية – الإنجليزية – الفرنسية – الألمانية – التركية – الأوردية – الفارسية).

5.       بمناسبة مرور 1400 عام على الهجرة النبوية دعاه الرئيس البكستاني الراحل /محمد ضياء الحق إلى إلقاء مجموعة من المحاضرات في جامعة (بهاولفور) عن سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم.

6.       بعد ذلك منحه رئيس باكستان أرفع وساما أنذاك تقديرا لأعماله المميزة في السيرة النبوية وقد تبرع بتلك الجائزة لمعهد الدراسات الإسلامية بإسلام أباد وذلك زهدا في مظاهر الدنيا وطلبا لجزاء الله في الأخرة.

7.       شارك في وضع القوانين وخطة التعليم في باكستان.

8.       عُرف في جميع المساجد التي كان يزورها بانه داعيه ذا مستوى عالي.

9.       في فرانسا أسلم على يديه أكثر من 40 ألف مواطن فرنسي.

10.     حين أذداد عدد الطلاب العرب الوافدين على فرنسا، أسس جمعية الطلبة المسلمين وذلك حفاظا منه على هويتهم وكيانهم الإسلامي حتى لا تندثر لديهم وسط ثقافة المجتمعات الغربية.

11.     كانت له علاقات وصلات قوية بالمستشرقين مما دعاه إلى المشاركة فى العديد من المؤتمرات واللقاءات العلمية والفكرية لمناقشتهم في القضايا الدينية والشئون الأكاديمية، كما تحول إلى مستشارا للعديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية.

12.     في عام 1414هـ رشح لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ودعاه للبقاء في السعودية ولكنه رفض ذلك وقال أن وجوده في فرنسا يخدم دعوته للدين الإسلامي أكثر من وجوده بالسعودية.


أهم وأشهر مؤلفاته باللغة الفرنسية والعربية:-

1.       صدرت له أكثر من 20 طبعه للقرآن الكريم وترجمة معانية.

2.       صدرت له طبعات كثيرة لكتابة (نبيّ الإسلام صلى الله عليه وسلم – حياته – أعماله) بجزئية.

3.       نقل إلى 23 لغة عالمية وصدرت له طبعات ، من كتابه (التعريف بالأسلام).

4.       عام 1986 بباريس صدر له كتاب (ست رسائل دبلوماسية لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم).

5.       عام 1983 صدر له كتاب (لماذا نصوم)، وصدر مرة أخرى عام 1988.

6.       بإسطنبول تركايا صدر له كتاب (فهرس ترجمات معاني القرآن الكريم) وقد ألفه مستفيدا من 120 لغة.

7.       بباريس صدر كتاب (تصحيح ترجمة بوسكاي، لصحيح البخاري).

8.       صدر ببيروت باللغة العربية كتابة (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة).


أهم كتب التراث التي قام بتحقيقها:-

1.       عام 1956م في حيدر أباد بالهند كتاب (الأنوار لابن قتيبة).

2.       عام 1959م بمصر كتاب (أنساب الأشراف للبلاذري).

3.       عام 1959م بالكويت كتاب (الذخائر والتحف للقاضي الرشيد بن الزبير).

4.       عام 1961م بدمشق كتاب (مقدمة في علم السير أو حقوق الدول في الإسلام في أحكام أهل الذمة لابن القيم).

5.       عام 1961م بباريس شارك بتحريري مادة (الإسلام) بالفرنسية في كتاب (الدليل الديني لفرنسا).

6.       عام 1965م في جامعة بنجاب ببكستان شارك في أعداد دائرة المعارف الإسلامية باللغة الأردية وذلك بتحرير 32 مادة فيها.

7.       عام 1973م كتاب (النبات للدينوري).

8.في الرباط بالمغرب عام 1976م كتاب (سيرة ابن إسحاق، والذي سمي بـ "المبتدأ والمبعث والمغازي").

9.عام 1979م ببيروت كتاب (صحيفة همام بن منبه) ثم صدرت له طبعات آخرى بعد ذلك.

10.عام 1988م شارك في موسوعة الأطلس الكبير للأديان بالفرنسية وذلك بتحرير مادة (الإسلام).

11.عام 1989م بباريس وبيروت كتاب (الردة ونبذة من فتوح العراق للواقدي).

12.     عام 1989م بحيدر أباد كتاب (السير الكبير للإمام محمد بن الحسن الشيباني).


وفاته:-

وكما عاش زاهدا في الدنيا، توفي الشيخ الجليل / محمد حميد الله في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002م في الـ 94 من عمره، وهو ضيفا على أبناء اخوانه بعد ان سطا لصا على مدخراته البنكيه، فمات وحيدا كما عاش وحيدا ولم يشيعه إلى مسواه الأخير سوى 60 شخصا، ذاك العالم الجليل الذي أثرى العالم بعلمه.


أحدث أقدم