المطرب أبو |
كتبت - ايمان عيد
ما أن نجلس لنستمع لبعض الاغنيات ونتجاذب
أطراف السمر، عن الغناء والطرب ومن أحب المطربين وكيف تطور الغناء؟ وإلى أي مدى
ستأخذنا الأغنية خاصة بعد مرحلة المهرجانات؟!، ولماذا بعد كل هذه السنوات لم يأتي
من ينافس عبد الحليم بأغنية واحدة؟ اغنية واحدة! ولمعت الجملة بعقلي إن هناك
مجموعة من المطربين الذين كان لهم حظا وافر مع أغنية بعينها ظل نجاحها يطارهم
وسجنوا بداخلها لسنوات.
عدوية الفتاة الآسرة لمحمد رشدي
لاشك أنه في فترة من الفترات نافس محمد رشدي
عبد الحليم حافظ، فمنذ غنائه لملحمة أدهم الشرقاوي، حتى أحس عبد الحليم بالغيرة من
نجاح رشدي، فرشدي يتمتع بخامة صوت واداء بمنطقة جديدة لم تطأها قدم حليم، وهو
الغناء الشعبي الذى خط به رشدي لنفسه طريقة خاصة تمس قلوب قطاع لا بأس به.
غناء فيه لمحة الحب على طريقة ولاد البلد، به
الفاظ كانت جديدة على اذن المستمع مثل " دي برتقالة ولا دا قلبي" ..
" يا ام الخدود العنابي يا ام العيون السنجاباي
.. والله صورتك بتنفع تزين الجرانين ".. في اديه المزامير.. وفي قلبي
المسامير"، ما هذه الاغنية التي بها مزامير ومسامير الفاظ صاغها عبد الرحمن الأبنودي
باقتدار، ليظل بعدها رفيق درب رشدي ونجاحه لسنوات طويلة، جعلت اغنيته
"عدوية" التريند في حياة رشدي.
عيون بهية خطفت العزبي
محمد العزبي فنان شعبي انضم لفرقة رضا للفنون
الشعبية كمغنى بالفرقة سنة 1957، وعندما انفصل عن الفرقة لظروف بيروقراطية، انطلق
يصدح في سماء الفن منفردا، وكان هذا من حسن طالعه فقد ظهر ادائه الشعبي وطابعه
الخاص في معظم اغانيه، خاصة بفن الموال والارتجال احيانا، وبالرغم من الرصيد
الغنائي الهائل للعزبي الا انه تظل اغنية "عيون بهية" هي الايقونة الخاصة
به، والتي ظلت تطلب منه في كل حفلاته، وما ان يطل على المسرح حتى ينادى باسم
الاغنية فور ظهوره.
كاظم الساهر وحب ليلى الذي لا ينفك
مغنى بلاد الرافدين الذى نشأ بين ربوع نهرى
دجله والفرات، الذى وطأت قدماه أرض مصر حتى ينفذ من باب شهرتها الأوسع ، محملا بقصائد
العشق والهيام التي كانت توارت مع زمن العندليب، ليبث فيها كاظم لهيب ألحانه ويكون
له الحظ الوافر معها فقد غنى من شعر نزار قباني "اختاري" و"مدرسة الحب"
و"زيديني عشقاً" و"الحب المستحيل"، لتظل هذه الاغنيات بكفة وأغنية "ليلى"
بكفة اخرى، حيث تعتبر من أعظم ما غنى في تاريخه الفني، لأنه جسد من خلالها معاناة العاشق بشكل جذب
اذن المستمعين وصل حد الجنون بهذه الاغنية كما جن قيس بليلاه، واصبح اسمها مرادفا
لاسمه كاظم وليلى.
أصالة والغضب المثمر
تعد أصالة واحدة
من الفنانات القلائل الذين خاضوا غمار تجربة غناء القصائد، بعد رحيل فايزة احمد
وخلو الساحة لفترة كبيرة، حتى جددت العهد أصالة بأغنيتها أغضب التي كانت بمثابة
بسبور مرور لها في قلوب المصريين والوطن العربي، اغضب التي - بحسب تعبيرها بأحد
اللقاءات التلفزيونية- كانت تستعرض فيها أصالة امكانياتها وموهبتها التي
حباها الله إياها.
فكانت تخطف
القلوب اذا ما شدت بها على المسرح، وظلت تلازمها لفترة طويلة، حتى بعدما برعت في
اداء الوان اخرى واغنيات بنفس النجاح لكن تظل قصيدة اغضب ضمن تراثها الفني المسطر
بسجلات المؤرخين الفنيين.
الهوى سلطان جعلت جورج وسوف سلطان الطرب
ها هو جورج وسوف وفى سن صغيره يلمع نجمه، حيث
كان اول ألبوماته الغنائية الهوى سلطان سنة 1984 والذي حقق نجاحا كبيرًا، وظلت هذه
الاغنية تطلب من جورج بجميع حفلاته، حتى بعدما ذاع صيت أغنية "كلام
الناس" التي كتبها الشاعر احمد شتا ولاقت نجاحا مدويا، الا ان سلطان الهوى
لها وقع اخر على سلطان الطرب، لاسيما أن بريق البدايات يخبو لكنه لا ينطفئ.
أبو والـ 3 دقات الأكثر حظًا
منذ عده سنوات ظهر المطرب الشاب أبو وهو يغنى
مع الفنانة يسرا بأحد الكليبات اغنية كان لها وقع جديد على الاذن وهي 3 دقات، التي
حققت نجاحا كبيرا عندما قدمها لمهرجان الجونة السينمائي لكنه لم يستطيع بعد ذلك تقديم
أغنية بنفس مستوى نجاح 3 دقات، لدرجة أن الكثيرين يسمونه “أبو 3 دقات" وكأنها
الدقات الاكثر حظا في حياته.
ولا نعلم إلى الآن ما السر وراء هذه اللعنة التي ستظل ترافق العديد من المطربين سواء بالأجيال السابقة او اللاحقة، هل هي الكلمات الغريبة، أم احساس الفنان في حالة تجلى وسلطنة، لا نعلم ستظل هناك أيقونات متوهجة بحياة كل فنان مهما زاد أو قل رصيده الفني.