عن عمره فيما افناه |
جميعنا
نعيش حياةً واحدة ولكن ما يفرق بيننا هو الاختيار، اختيار كلاً منَّا للطريقة التي سوف
يعيش بها حياته، اختياره حتى لطريقته في استخدام كل شيء.
من
المؤسف جدًا أنَّ حياتنا تتوقف علينا بشكل كامل حتى وإن كان هناك بعض الظروف أو
الصعوبات التي تختلف من شخص إلى آخر.
فعلي سبيل المثال هناك أشخاص مُهيأ لهم كل شيء، ولكن لا يستغلّون ذلك، وأحيانًا يستغلُّون هذه الأشياء لإرضاء رغباتهم بعيدًا عن أي شيء آخر، حتى دون الاهتمام بكل تلك الأضرار التي سوف تلحق بهم نتيجة إساءتهم استخدامها.
وهناك
أشخاص آخرون لا يتمتعون بتلك الرفاهية، لكنَّهم يحاولون دائمًا، يعافرون بشدة من
أجل الوصول لأهدافهم، ويحسنون في استخدامهم لأي شيء، نفس الأشياء التي تُلحق الضرر
بغيرهم، لكن الفرق هنا في اختيارهم لطريقة الاستخدام.
إذا
نظرنا حولنا سنجدُ أن كل شيء نستخدمه ما هو إلا سلاح ذو حدين مثل (الإنترنت، التليفزيون،
السوشيال ميديا، الهواتف)، كل هذه الأشياء إفادتها بقدر ضررها، ولكن أنت فقط من
تستطيع أن تقرر ماذا تريدُ لنفسك، هل تريد خير هذه الأشياء أم شرّها؟
هل
تريد أن تحقق نجاحات تليق بك أم تريد أن تعيش طوال عمرك تنبهر فقط بكل النجاحات
التي يحققها الآخرون دون أن تتحرك؟
ولكن
إلى متي؟ إلى متي ستظل جالسًا لا تفعل شيء؟ كل يومٍ يمضي عليكَ مثل غيره ولا يوجد
شيء جديد، العمر يمضي بكَ وأنتَ منشغلٌ في أشياءٍ بلا قيمة، دون أن تحقق أي نجاحات.
ولكن
عليكَ أن تتغلب على كل الأشياء التي تعيق نجاحك، لا تسمح للأشياء أن ترسم لكَ
طريقك، لا تسمح لها أن تلهو بكَ كما تريد، أو أن تسير في طريقها السهل، طريقُ أضرارها.
ارسمْ
أنتَ طريقك بنفسك واستثمر كل شيء من أجل تحقيق أهدافك، فحياتك بيدك شكلها كما تريد
ولا تنسي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
وعن جسمه فيما أبلاه".