عرسان الإسماعيلية وإهانة قدسية الزواج

 

عرسان الاسماعيلية

 

كتبت - خلود الشريف

 

منذ طفولتي وأنا أرى أن يوم الزفاف هو يوم تحقيق الحلم هذا الحلم ليس الرجل ولكن الحلم هو الفستان الأبيض والتشبه الملائكي الذي تنتظره كل فتاه هذا اليوم يوم لا ينسى من حياة البنت حتى ولو فقدت ذاكرتها فسيظل هذا اليوم محفور في الذاكرة ولا يمكن ازالته.

 

هذا اليوم منذ ولدنا هو يوم مقدس يسعى فيه كل من له علاقة بالزفاف إلى جعله يظهر أمام الناس على أكمل وجه ليس الزوج والزوجة فقط. هذا اليوم هو يوم تتويج للفتاة وإكمال دين للشاب والفتاة.

 

كل هذه الأوصاف الجميلة ليوم واحد لا يتكرر إلا مرة واحدة بالعمر، ترى الفتاة ويرى الشاب هذا اليوم الجميل فيحلمون بيوم مثله، ولكن عندما ترى الفتاه أن عروسة في يوم زفافها وهي مرتديه الفستان الأبيض تضرب أمام الجميع دون أدنى شعور من العريس الذي يزعم أنه رجل ولكن أنا لا أراه إلا ذكرا، فكلمة رجل  لا تقال على كل الرجال فمنهم من هو رجل ومنهم من هو ذكر وشتان بين اللفظين اللذان يعطوا في النهاية معنى واحد.

 

 

عندما تكون بداية الزواج بهذه الطريقة وبهذه الإهانة كيف سيصل بهم الحال بعد فترة. أين كرامة الفتاة وأين حقها لتحملها هذه الاهانة أمام الجميع في يوم ارتدائها الفستان الابيض أين أهل هذه البنت وأين حفظ الكرامة للأبناء لماذا لم يأخذها الأب على بيته مرة أخرى ولم يتركها تذهب مع هذا المتوحش، كيف ستكمل حياتها معه بعد هذه الاهانة أمام الجميع دون أدنى احترام لها ولا لأهلها.

 

صمت غير مبرر للأهل وصمت من غير مبرر للبنت أين شخصيتها وأين كبرياؤها، لن يدفع ثمن هذا الصمت غير البنت ولن يتحمل هذا المتوحش الذي لا يصح أن نقول عليه رجلا غير البنت.

 

هذه الواقعة بثت الخوف في نفوس جميع المقبلين على الزواج وجعلت البنات خاصة يتساءلون هل جميع الرجال مثل هذا المتوحش؟ هل جميع الرجال في وقت الغضب يتعاملون مع النساء وكأنهن عبيد هل كل أولياء الأمور مثل هؤلاء يصمتون عن حق بناتهم ويتركوهم للضرب والإهانة.

 

 الغريب في هذه الواقعة أن بعد كل شيء أكملت البنت يوم زفافها ورجعت مع عريسها على منزله، كيف حدث هذا لا أحد يعلم؟ دعونا نتصور أن هذا العريس رأى زوج أخته وهو يضربها ويهينها أمام الجميع وفي الشارع في يوم عادي ليس يوم زفافها، هل كان يصمت مثل أهل هذه البنت؟

 

لا أعرف ماذا اقول عقلي عاجز عن التفكير وعن إدراك ماذا حدث؟ كل يوم يحدث شيء يجعل كل من لم يتزوج يكره الزواج ويبعد عنه بسبب هذه النماذج السيئة التي تهين قدسيه الزواج.

 

 

أحدث أقدم