كيف تساعدك القراءة على توقع المستقبل

 

القراءة تساعدك على توقع المستقبل
القراءة تساعدك على توقع المستقبل


 كتبت - دعاء ياسين 

لعلك عزيزي القارئ سمعت وقرأت الكثير عن المميزات والفوائد الجمة للقراءة ، فالقراءة لها منزلة رفيعة في ديننا الحنيف حيث قال الله تعالى " أقرأ باسم ربك الذي خلق" ، هذا وإن دل على شيء فإنما هو إشارة للأهمية البالغة للقراءة كوسيلة لتنوير العقل وإكسابه العلم النافع.



وللقراءة فوائد لا تعد ولا تحصى بداية من كونها إحدى الأسباب الرئيسية لتقوية الذاكرة واكتساب المعلومات القيمة وصولاً إلي بناء الإنسان والمجتمع والحضارات، ولكن هناك أهمية أخرى للقراءة لعل الكثيرين غفل عن ذكرها وهي توقع وقراءة المستقبل وهذا هو موضوعنا اليوم.

 

لعلك تتعجب كيف يمكن للقراءة أن تساعدنا على توقع المستقبل وقراءته، لذلك دعني أقدم لك دليلاً ملموساً وهو دكتور مصطفى محمود، دكتور مصطفى محمود هو طبيب في الأصل واشتهر بتأليفه العديد من الكتب العلمية وليس هذا فقط بل كتب في شتى المجالات مثل المجال الديني والفلسفي والاجتماعي والسياسي، والحق أقول كان ذلك الرجل ولا يزال أعجوبة وذلك لثراء معلوماته التي اكتسبها من القراءة، والجدير بالذكر أنه اشتهر ببرامجه التي قدمها والتي كان يحلل فيها العديد من الأشياء على أسس علمية منطقية، بل وصل الأمر أنه كان يتوقع أشياء ستحدث في المستقبل بناء على المعطيات الموجودة في عصره.



دعونا نجلب مثلاً لذلك، ففي أحدى حلقاته تحدث عن مصير الدول العربية والأفريقية مقارنة بالدول الغربية، فقد شرح باستفاضة حجم الفجوة المهولة والفجة بين تلك الدول إن لم تسرع الدول العربية والأفريقية في التسلح بالعلم، ومن المثير للاهتمام أنه تتطرق لفكرة استغناء الدول المتقدمة عن موارد الدول النامية بتاتاً، وهذا ما نشهده الآن، فقد بدأت الدول المتقدمة بالاستغناء عن البترول واستبداله بموارد أخرى حتى لا يكونوا في حاجة لدول الخليج المنتجة للبترول.



ومما يلفت الانتباه أنه تحدث عن الفرق الشاسع بين الشعوب المتقدمة والشعوب النامية، فقد جلب تشبيهاً قاسياً حيث قال أن الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية سيصل إلي حد الفرق بين الإنسان والنسانيس وذلك لافتقارهم للعلم، السؤال المهم الآن هو: كيف توصل دكتور مصطفى محمود إلي تلك الاستنتاجات التي نشهد معظمها اليوم؟! هو بالتأكيد ليس بساحر ولا مشعوذ ولا يقرأ " الودع" و" مش بيشم من ظهر أيده" إذا كيف؟!

 

إن إجابة ذلك السؤال هي القراءة ، فالرجل لا يمارس الدجل ولكنه كان يستنبط ما سيحدث من خلال القراءة التي مكنته من توقع ما سيحدث في المستقبل، فالقراءة تفتح آفاق العقول وتجعل الإنسان ملم ويقظ  بما يدور حوله وتمكنه من التعلم من الأخطاء السابقة وتفاديها.



لذلك نصيحتي لك قارئي العزيز أن لا تتوقف عن القراءة إذا كنت تقرأ بالفعل ولا تكتف بمجال واحد بل أعمل بالمثل الذي يقول " أقطف من كل بستان وردة"، فلا تقرأ في المجال السياسي فقط ولا الاجتماعي فقط، بل حاول أن توسع مداركك في شتى المجالات، وإما إن كنت ممن لا يقرأون فحى على القراءة ولا تتضيع وقتك، ففي القراءة متعة لا يعرفها سوى من يمتع عينه بصفحات الكتب ، وحاول أن تخصص لنفسك وقتاً للقراءة حتى تجعله " أسلوب حياة". 

أحدث أقدم