كتب: أحمد علاء
يعتبر الزواج هو المنجي الوحيد للتخلص من الشهوات النفسية، ونتيجة نهائية
مترتبة عن العاطفة، ولكن بإعتبار أن هذه الشهوة قصيرة العمر متغيرة، والعواطف
متقلبة سرعان ما تنتهي هذه العلاقة بالطلاق المبكر وانقضاء الزوجية، وهي النتيجة
المتوقعة.
ويدق ناقوس الخطر فى المجتمعات العربية نتيجة لزيادة معدل الطلاق، ووجدت
دراسة فى مصر أن حالات الطلاق وصلت إلى حوالي 213 ألف حالة عام 2020 بواقع حالة كل
دقيقتين يوميا.
إذ يجب أن يكون هناك معايير أخرى غير متغيرة لاستمرار الحياة الزوجية.
▪إختيار الزواج على أساس الدين والخلق
فيجب أن يبني الإختيار على أساس الدين والخلق لا على أساس المال والحسب،
فتحفظ الزوجة زوجها، وتصونه إذا كان الاختيار مبنيا على الدين والخلق، فالمرأة
ليست نصف المجتمع، بل هى المجتمع كله، فإذا أحسن الإختيار، أحسن الإعداد الأسرى،
وأيضا إذا كان إختيار الزوج مبنيا على الدين والخلق، في حفظ الزوجة وتكون بينهما
علاقة مودة ورحمة دائمة غير متغيرة.
واشترط الإمام الغزالي أن تكون الزوجة نسيبة، أي تكون من أهل بيت الدين
والخلق، لأنها بذلك ستحفظ زوجها وأبنائها وتحسن تربيتهم، وكذلك الحال بالنسبة
للزوج.
▪الزواج المبكر يؤدي إلى الطلاق المبكر
فهو أحد الأسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة الطلاق، فلا يكفي لوجود العلاقة
الزوجية أن تبنى على الحب والعاطفة، بل يعد النضج أمرا اساسيا، فإذا لم يصلا كلا
من الزوجين إلى حالة النضج التامة التى تؤهلهم إلى خوض الحياة الزوجية، وتنتهي
العلاقة الزوجية بالطلاق المبكر، لفقد
هؤلاء النضج الذى يساعدهم فى مواجهة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تطرأ
عليهم، وفقد القدرة على حل المشاكل الروتينية، فكلا منهم يشعر بالحرية والنشاط دون
تحمل المسؤولية الناتجة عن اختياراتهم، فيؤدي بهم الحال إلى نهاية المطاف للطلاق
المبكر.
فبحسب دراسة نشرت في مجلة «Couple and Family Psychology» أجرى باحثون
استطلاعا للرأي عن السبب الأساسي للطلاق، ما بين 52 فردا كانوا جزءا من برنامج
الوقاية وتعزيز العلاقات، فوجدوا أن 45% من المطلقين أكدوا أن الزواج فى سن مبكر
هو السبب الرئيسي للإنفصال.
▪خروج المرأة للعمل رفع معدل
الطلاق المبكر
بعد أن حصلت المرأة على العديد من الحقوق، انشغلت بمحاولة إثبات الذات على
حساب دورها الاجتماعي الذي وجدت من أجله، فوجدت المرأة لهدف أسمى وأعظم شأن عند
الله وهو إعداد المجتمع، فإذا وجدت مجتمع صالح، فأعلم أن هناك به إمرأة صالحة، فيطغى
عمل المرأة على الحياة الزوجية والأسرية بالسلب لعدم التوافق بين الإثنين، فيؤدي
ذلك إلى الانفصال الحتمي، وأن استقلال المرأة المالى يعد سببا لإرتفاع معدل
الطلاق، فتشعر بسهولة الإنفصال عن الرجل.
▪الخيانة الزوجية والطلاق المبكر
ازداد معدل الطلاق المبكر نتيجة للخيانة الزوجية باعتبارها واحدة من أهم
الأسباب الناتجة عن الإنفصال، في عدم الاختيار الصحيح للزوج، فإن دفاع الزوج أو
الزوجة فى مرحلة المراهقة للحرية، والنشاط وعدم تحمل المسئولية، أن يشعروا بالحرية
خارج هذه العلاقة مما يجعلهم يقعوا فى فخ الغيرة أو ما يسمى ب "الخيانة
العاطفية"، مما يدفعها إلى الطلاق المبكر.
▪تأثير السوشيال ميديا على العلاقة الزوجية
أصبح الإفراط فى استخدام السوشيال ميديا يؤثر بالسلب على العلاقة الزوجية، فتتسبب فى إنعزال كل منهم عن الآخر، وفقد التواصل مع الطرف الآخر، وقلة اهتمام الطرفين ببعضهم أو أحدهما للطرف الآخر، مما يؤدي إلى فتور العلاقة بين الزوجين، ويستخدم السوشيال ميديا أيضا فى بناء علاقات وصداقات غير مقبولة فى مجتمعتنا العربية، وينتهي بهم المطاف إلى الخيانة الزوجية التى تؤدي إلى إنقضاء العلاقة الزوجية والطلاق المبكر.