التربية الصحيحة للأولاد خلال مرحلة الطفولة والمراهقة

 

كتب - محمود الزفتاوي

عدّ تربية الأولاد خلال مرحلة الطفولة والمراهقة من أكثر الأمور تأثيراً على اختيارات الأولاد، ومسارات حياتهم، وكفاءتهم في المجتمع، كما تؤثّر نوعية هذه التربية والعلاقة بين الابن ووالديه بشكل كبير على مختلف مجالات التنمية لدى الابن؛ كاللغة، والتواصل، والتحصيل الدراسي، وإدارة العمليات المعرفية، والصحة العقلية والبدنية، والنظام الذاتي، وعلاقة الابن مع عائلته وأقرانه،الأمر الذي يجعل تربية الأولاد من أكثر الأمور صعوبة في حياة الوالدين؛ لأنّها لا يُمكن أن تكون بإلقاء الأوامر والتعليمات على الأولاد، بل تكون بتفاعل الوالدين مع أبنائهم اجتماعياً خلال كافّة مراحل نموّهم، ليبدأ إدراك الأطفال منذ الصغر بتحقيق ذواتهم، ومعرفة ما يُريده الوالدين منهم.


و تربية الأبناء من أكثر الأمور الصعبة على الإطلاق ولكن يجب على الآباء التعرف علي الطرق الصحيحة للتربية السليمة، فالأطفال هم النعمة التي رزقنا الله سبحانه وتعالي بها ولا طعم للحياة بدونهم فالحياة تكون مملة بدون وجود الأطفال في حياتنا، إلي جانب ذلك فإنهم سبب السعادة الحقيقية التي تملأ حياتنا فهم مصدر كل شئ مبهج في الحياة لذلك فهم يستحقون تربية سليمة تقوم على أسس صحيحة لكي نفخر بهم وبما وصلوا إليه من إنجازات ونجاح في حياتهم.


فالأطفال إذا تربوا على أسس وقيم سليمة فسوف يساعدهم ذلك كثيرا في المستقبل فالتربية هي أساس تكوين الطفل السليم ،بالإضافة إلى ذلك فالأطفال هم زينة الحياة ومصدر السعادة في أوقات الحزن وخيبات الأمل ولا نستطيع أن نعيش حياتنا دون وجودهم.

وهناك الكثير من الأساليب الصحيحة لتربية الأطفال والتي يجب إتباعها حتى ينشأ الطفل سليم جسديا ونفسيا لذلك حاول أن تجعل تربية أطفالك هي أول أولوياتك ومع تطور الزمن وزيادة المتطلبات والمسئوليات فالأباء الجيدون فقط هم من يستطيعون تخصيص وقتا محدد لتربية أبنائهم ،فبدلا من الإهتمام بأشياء ليست ذات أهمية كبيرة يجب الإهتمام بحاجات طفلك ،عليك أيضا ألا تتجاهل أهمية القراءة وذلك لأنها تساعد طفلك في تنمية مهاراته وتشكيل شخصيته فحاول أن تخصص حوالي ساعة واحدة من وقتك يوميا في القراءة لطفلك.

وعليك أن تنظم وقتك لكي يتناسب مع طفلك لذلك قم بتحديد وقت معين لنومه يلتزم به يوميا لكي يستطيع الحصول على قدر مناسب من النوم قبل الذهاب للمدرسة وذلك لأن القدرات الإدراكية للطفل تقل بمعدل عامين بعد نقص ساعة واحدة من النوم لذلك عليك أن تحرص جيدا علي أن يحصل طفلك على القدر الكافي من الراحة كل يوم قبل ذهابه إلى المدرسة.

عليك أن تشجع طفلك كثيرا علي تنمية مهاراته وذلك عن طريق إشراكه في الكثير من الأنشطة المختلفة إسبوعيا على أن يتم إختيار نشاطا واحدا أو إثنين على الأقل يفضلهما طفلك واهتم بهم وإجعلهم جزءا من جدوله الأسبوعي وأخبره بأن ما يقوم به عملا رائع يجب الإستمرار فيه. إلي جانب ذلك فيجب عليك أيضا أن تمنح طفلك وقتا كافيا للعب يوميا ولكن هذا لا يعني أن تتركه يلهو بمفرده وأنت تجلس بمفردك لتنجز بعض أعمالك ولكن عليك أن تباشره وتتفاعل معه عن طريق إستخدامه للألعاب المحفزة له والتي تساعده على إكتشاف قدراته.

لكي تتقرب من طفلك وتحظي بثقته عليك أن تتعلم كيف تكون منصت جيد وذلك لأنك إذا إخترت أن تكون بعيدا عنهم وتقضي يومك بإلقاء الأوامر عليهم فلن يكترسوا اما تقوله ولن يهتموا لأمرك لذلك عليك إيجاد طريقة مناسبة للتقرب منهم.