سفينة الصحراء |
يدعونا الله فى آياته للتأمل فى قدرته وعظمته وبديع صنعه، فدعا الله العرب على يد نبيه محمد ﷺ للنظر والتأمل فى إحدى المخلوقات الذى يسير أمامهم، واختص الله الإبل للتأمل فى خلقها بما فيها من منفعة للناس، فمنها يأكلون، ومنها يشربون، ومنها يركبون.
فسأل الله أهل العرب متعجبا فى عدم إيمانهم، وتكبرهم بالتدبر فى كيفية خلق الإبل على هيئة ملائمة لبيئتها ووظيفتها، وبما فيها من صبر لا يتحمله بشرا، فمن خلق هذا المخلوق، ومن أين خلق، وكيف خلق.
وجعل الله سبحانه وتعالى النظر فى كيفية خلق الإبل أسبق من التامل فى كيفية رفع السموات والأرض ونصب الجبال وتسطيح الأرض.
فأمر الله عباده بالنظر إلى هذا المخلوق، وعظمة صنع الخالق وقدرته، قال تعالى} :أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت{. (الغاشية (17:
▪ الاكتشاف العلمى فى معجزة الإبل
اكتشاف العلماء ما ليس هو بجديد عن المسلمين، ومازال القرآن الكريم هو الإعجاز الكونى حتى القيام الأعظم، وعلى الرغم بما تتميز به الصحراء من حرارة شديدة، وجفاء من الماء، وعواصف رميلة يمثلان صعوبة تعايش الكائنات الحية فى مثل هذه الظروف، إلا أن الله خلق الإبل وميزها فى البقاء فى تلك الظروف الصعبة، ولعل من اهمها :
• البقاء على قيد الحياة دون حاجة إلى الماء
فتقوم الإبل بالإحتفاظ على %90 من المياه بداخلها، ويرجع ذلك إلى التكوين الدخلى الذى ميزها الله تعالى به، وجعلها تخزن بداخلها كميات كبيرة من مياه الشرب لذلك يستطيع أن يستغنى عن الماء لمدة تصل إلى أسبوعي، ويقوم بإختزان المياه فى خلاياه الدموية، لذلك يسمى ب "سفينة الصحراء" بسبب تكييفه مع مشاق الصحارى، لإعتباره وسيلة للتنقل والترحال.
• سنام الإبل مخزن للطعام
يقوم الجمل بتخزين الدهون فى سنامه، ويستخدم كمصدر رئيسى للطاقة فى حال بقائه دون طعام لعدة أيام في المناطق الجافة والصحراوية التي يعيش بها.
• التكييف مع الطبيعة
تستطيع الإبل أن تتعايش فى الصحراء، وتتحمل درجات الحرارة العالية، والعطش، فميزها الله بقناة بولية تساعدها فى إمتصاص الماء، وتمد الكلى بما تحتاجه عن غيرها من الكائنات الحية الاخري، فجلد الجمال كثيف لا يمر خلاله الحرارة أو البرودة.
وللإبل جفون شفافه يمكن من خلالها غلق عينيه، لتحمى أعينها وأذونها من العواصف الرملية، وعلى الرغم من ذلك تتمكن من الرؤيا.
• التداوي بأبوالها وألبانها من الأمراض
تعد خصوصية الله فى النظر فى خلق الإبل، تعد بمثابة وحى لعباده للنظر إلى هذا المخلوق ومنفعته للعالمين، فلا يأمر الله عباده بالنظر إلى شيء هين فسبحانه يعلم كل شيء من وراء ذلك وهو العليم، فعندما أتي مجموعة من الإعراب يعانون من مرضا للنبي ﷺ ، فأمرهم ﷺ بالتداوي بشراب أبوال وألبان الإبل، بما فيهم من شفاء من عند الله.
▪ القرآن كائن حى
دعانا الله للتدبر فى آياته وبديع صنعه فى كل زمان ومكان، فإذا تدبرت آمنت، وإذا لهوت كفرت، فانظر ماذا تفعل بصنع الله، وماذا ترى، وكيف تسير منذ آلاف السنين دون خلل كونى عليك بالنظر والتأمل، فلا تنقضى عجائب وقدرة الله.
قال تعالى: }هذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين{. )لقمان:1 (1
إرسال تعليق