من أروع قصص الحب التاريخية التي تتبادر إلى أذهاننا دائما، هي قصة الرجل الهندي الذي بني لزوجته إحدى عجائب الدنيا وهي تاج محل، دليلا على حبه لها، لكننا نحن الفراعنة قد سبقناهم بآلاف السنين، حيث يبقى معبد نفرتاري في مدينة أبو سمبل خير شاهد على هذا الحب الخالد، والذي سنتعرف على قصته من خلال هذا التقرير..
![]() |
الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري |
موقع معبد نفرتاري
يقع معبد نفرتاري في مدينة أبو سمبل جنوب أسوان، وقد شيده لها زوجها الملك رمسيس الثاني على بعد أمتار من معبده الشهير أيضا بأبو سمبل والذي تعود شهرته لتعامد الشمس على قدس أقداس المعبد مرتين كل عام في مواعيد محددة، وهي يوم مولده ويوم توليه العرش.
![]() |
معبد نفرتاري في أبو سمبل |
الحب.. سبب بناء المعبد
كان الملك رمسيس الثاني متزوج الملكة نفرتاري، وبالرغم من أنها ليست الزوجة الأولى إلا أنها كانت لها مكانة خاصة في قلبه، حيث عشقها وكان مغرمًا بها، لدرجة أن بنى معبدا خصيصا لها، وكتب عليه العديد من عبارات العشق، والصفات الجميلة التي أراد أن يعبر به عن حبه لها، وأنجب منها ستة أبناء أربعة ذكور وابنتين، ولم يتولى أحد منهم العرش من بعده، نظرا لأنها ليست الزوجة الملكية الأولى والتي يجب أن تنحدر في العائلة الملكية.
![]() |
معبد نفرتاري من الداخل |
معنى اسم "نفرتاري" وألقابها
"نفرتاري" هو اسم مكون من مقطعين هما "نفرت" بمعني الجميلة، و "اري" بمعني أتت، أي أن اسم نفرتاري يعني الجميلة أتت، وقد صرح أحد علماء الآثار، أن هذا الاسم يعادل بلهجتنا العامية الأسماء المصرية التي كان أجدادنا يتسمون بها مثل "جمالات" و"حلاوتهم"، أما الألقاب التي تلقبت بها فهي تظهر جلية ومنقوشة على معبدها في أبو سمبل، حيث لقبها زوجها بأجمل الألقاب، وهي "ربة الفتنة والجمال، جميلة المحيا، سيدة الشمال والجنوب، الحبيبة، الزوجة المفضلة".
عبارات الحب المنقوشة على جدران المعبد
من أشهر عبارات الحب التي ذكرها رمسيس لزوجته المحبوبة نفرتاري، أنه قد نقش على أحد جدرانه تلك العبارة " هي التي تشرق الشمس من أجلها"، كما أن هناك العبارة الشهيرة والتي تثبت إهداء الملك رمسيس الثاني لزوجته نفرتاري هذا المعبد وهي: "من أجل أحب زوجاتي قمت ببناء هذا المعبد".
![]() |
الإلهة حتحور |
علاقة الإلهة حتحور بالمعبد
كانت الإلهة حتحور إلهة الأمومة والطفولة والحب والسعادة في ذلك العصر، وكانت تشيد العديد من المعابد مكرسة خصيصًا لعبادتها، وكانت نفرتاري تعتبر حتحور محبوبتها، ولأنها عندما كانت تقيم في أبو سمبل كان من المشقة عليها أن تذهب إلى معبد حتحور في مدينة دندرة لتأدية بعض الطقوس، لذلك قام رمسيس ببناء هذا المعبد للمعبودة حتحور وزوجته في آن واحد.
مقبرة نفرتاري بوادي الملوك
لم يكتف الملك رمسيس الثاني ببناء معبد محفور في صخور جبال أبو سمبل، لإثبات عشقه لزوجته نفرتاري، بل تعد أيضا مقبرتها التي بناها لها في منطقة وادي الملكات من أجمل المقابر على الإطلاق، لجمال نقوشها وألوانها التي أبهرت وما زالت تبهر الجميع حتى الآن.
إرسال تعليق