بعث سيدنا محمد ﷺ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الباطل إلى الحق، وليتمم عليهم مكارم الأخلاق، ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، وهو الأسوة الحسنة للمسلمين، فكان أشد الناس تواضعا ورحمة بالضعفاء.
▪︎ سيدنا محمد قرآنا يمشي على الأرض
كان النبي ﷺ فى أخلاقه "قرآن يمشي على الأرض" كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها فى الحديث الصحيح ، عندما سألها الناس عن أخلاقه.
بل كان ﷺ أشد الناس حياءً وتواضعا، وارأفهم بالضعيف، يعطى لكل ذى حق حقه، ويجالس الفقراء، ويحلب شاته، ويخدم أهل بيته، ويسير فى الأسواق، خُير أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فأختار أن يكون نبيًا عبدًا. هذا هو رسول الله لنا فيه أسوة حسنة.
فعندما دخل على النبي ﷺ رجل وقال له: يا سيدنا وابن سيدنا، ويا خيرنا وابن خيرنا، قال له ﷺ: "يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني بها الله عز وجل".
وإعلاء لمعاني الإنسانية وتجسيد لمكارم الأخلاق حتى مع العدو وفي أشد حالات العداوة فى معركة بدر عندما أسر المسلمين سبعين رجلا من المشركين قال ﷺ لأصحابه: "استوصوا بالأسارى خيرًا"، وينهى عن قتل الصبى والنساء والشيوخ.
هذه هى مكارم الإسلام ورحمة نبيه التى بلغ الرسالة حق التبليغ، وكان نور المعرفة ونور رسالات السماء، قال تعالى: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }. (الأنبياء: ١٠٧)
علينا أن نتصف بشيء من أخلاق النبى ﷺ، وتعامله مع المسلمين وغير المسلمين، وكيف كان يرد الأذى بالخير، والقسوة بالرحمة، وكيف كان يعفو عند المقدرة، هذا هو الصادق الأمين مودع الأمانات وحفظها.
إرسال تعليق