تحتوي مصر على العديد من المساجد التاريخية والأثرية، والتي قام بعض الرحالة والمؤرخين بذكرها في كتب رحلاتهم في مصر، ومن أشهر تلك المساجد وأقدمها هو مسجد يقع داخل أحد أشهر المعابد المصرية القديمة وهو معبد الأقصر، وسنتعرف عليه من خلال هذا التقرير.
مسجد أبو الحجاج الأقصري
يقع مسجد أبو الحجاج الأقصري فوق معبد الأقصر، أي أنه قد بني فوق أحد صروح المعبد، ويسمى أيضًا جامع أبو الحجاج، وهو أحد الصوفيين الذي عاش في مصر، وسكن مدينة الأقصر وكان اسمه الكامل هو يوسف بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، كما أنه تم دفنه داخل المسجد، كما يقام مولد سنوي للاحتفاء بذكراه.
ابن بطوطة ومسجد ابي الحجاج
عندما زار الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة مصر، زار مدينة الأقصر وذكرها في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وقال عن المسجد تحديداً: " ثم سافرت إلى مدينة الأقصر وضبط اسمها بفتح الهمزة وضم الصاد المهمل، وهي صغيرة حسنة، وبها قبر الصالح العابد أبي الحجاج الأقصري".
تاريخ بناء المسجد
يعود تاريخ بناء مسجد أبي الحجاج إلى العصر الأيوبي، حيث إنه تم بنائه في عام 658 هجرية، ومع ذلك فإن عمارة المسجد تشبه إلى حد كبير مساجد العصر الفاطمي، وقد تم إعادة بناء المسجد وترميمه وتعديل عمارته مرات متعددة منها في القرن التاسع عشر، وأخرى بداية القرن العشرين، وكانت المرة الأخيرة في عام 2007، وذلك بعد تعرض المسجد لحريق، وتم إعادة افتتاحه عام 2009، وفي تلك الأثناء تم اكتشاف بعض الجدران المنقوش عليها عبارات تعود للملك رمسيس الثاني.
مئذنة من ثلاث طوابق
تعتبر مآذن مسجد ابو الحجاج من معالم مصر الإسلامية المتعارف عليها حيث إنها تشبه مآذن العديد من المساجد، واحدة منها بنيت بالطوب اللبن، ومكونة من ثلاثة طوابق الأولى على هيئة مربع، والثانية الثالثة على شكل أسطواني، وهي تشبه مساجد جنوب الصعيد، وقد ذكر العديد من علماء الآثار الإسلامية أنها تشبه مساجد، قوص وإسنا، وغيرها، أما المئذنة الثانية فقد تم إضافتها في العصر الحديث، وهي قريبة من القبة التي بنيت خصيصًا كضريح لأبي الحجاج وبالفعل تم دفنه بداخلها.
إرسال تعليق