![]() |
رجل له 10 شخصيات |
كتبت – هاجر تويج
الاضطرابات النفسية حقيقة لا مجال للشك فيها، لا أحد منا يخلو من بعض
الاضطرابات، ولكن هناك اضطرابات نفسية نادرة وغريبة تثير الدهشة والتعجب! وهنا
سنتناول إحدى هذه الاضطرابات.
بطل قصتنا اليوم هو شاب لديه ١٠ شخصيات مختلفة، ويعاني من نوع نادر من
اضطراب الهوية الانفصامية (DID).
١٠ شخصيات في شخص واحد!!
"ليونارد شتوكل" هو شاب ألماني يبلغ من العمر ٢٢عاماً، يعاني من
شكل نادر من اضطراب الهوية الانفصامية (DID) والمعروف أيضاً باسم اضطراب الشخصية
المتعددة، ومع الأسف ليس قادر على أن يعيش حياة طبيعية، لأن كل شخصية من شخصياته
العشر مختلفة تماماً عن الأخرى.
كان ليونارد قادراً على أن يعيش حياة طبيعية نسبياً حتى العام الماضي،
تحديداً وقت الاختبارات، بينما كان جميع الطلاب يدرسون لإجراء الاختبارات
النهائية، لم يكن ليو قادراً على التركيز وعانى من فقدان الذاكرة بسبب تغير
شخصياته.
ساءت الأمور عند الشاب لدرجة أنه اضطر إلى طلب المساعدة الطبية وتم تشخيصه
في النهاية بأنه مصاب باضطراب الهوية الانفصامية بشكل حاد.
نظام يتكون من 10 هويات مختلفة
يصف ليو حالته النادرة بأنها "نظام" يتكون من 10 هويات مختلفة،
كل منها يمكنه السيطرة في أي وقت، ولكل شخصية منهم اسم وسن وشكل مختلف.
واجه ليو معاناة كبيرة ليعيش بشكل طبيعي كأي شاب في سن العشرين، فهو يواجه
صعوبة بالغة في مغادرة المنزل بمفرده، ولا يستطيع الاحتفاظ بأي وظيفة، ولا يستطيع
التركيز في المذاكرة والاختبارات، لأن شخصياته المختلفة لديهم قدرات ورغبات مختلفة
أيضاً.
وعلى الرغم من كمية المعاناة والصعوبة التي يعيشها ليونارد إلا أنه لديه
جزء إيجابي حيث وصف شخصياته العشر بأنهم أصدقائه! قائلا: "إنهم عائلتي،
أصدقائي المقربين، فريقي. لن أتمكن من العيش بدونهم".
مؤكداً على استقلالية كل شخصية من شخصياته: "كل واحد منا لديه رغباته
واهتماماته الخاصة ويمكننا مشاركتها مع بعضنا البعض".
هذا الجزء الاول من القصة الذي سيأخذنا بالطبع إلى الجزء الثاني وهو التعرف
أكثر على اضطراب الهوية الانفصامية (DID)أو اضطراب الشخصية المتعددة.
اعرف اكثر عن اضطراب الشخصية المتعددة DID :
حالة نفسية معقدة يعاني خلالها
الشخص من الانفصال عن الواقع، ويفقد خلالها اتصاله مع افكاره ومشاعره وذكرياته
ويجهل حقيقته.
الأشخاص التي تعاني من "DiD" يتكون عندهم على الأقل شخصية واحدة
بديلة أو أكثر مثل حالة ليو في قصتنا.
و بشكل عام هذه الحالة تكون ناتجه عن التعرض لصدمه في عمر مبكر من الطفولة (غالبا
التعرض لاعتداء او إساءة نفسية او جسدية ) أو من بعض الضغوط أو من احداث مثل
الحروب، التعرض لحادث أو كارثة طبيعية،
هنا العقل يخلق حالة من التكيف مع الذكرى المؤلمة التي تعرض لها الشخص من
أجل حمايته فيفصله عن كل المشاعر و الذكريات المرتبطة بالحادث أو الموقف، في صورة
انه يفقد الذكريات ذات الصلة بالحادث، أو يخلق العقل شخصيات آخري بمميزات وصفات
اقوى لديها القدرة على حماية الشخص.
هناك نوعان من اضطراب
الهوية الانفصامية:
- اضطراب الهوية الانفصامية الخفي (covert DID)
وهو النوع الأكثر شيوعاً، في هذه الحالة يعاني المصاب من تقلبات شديدة في
مشاعره وتصرفاته وطريقة تفكيره " كأن هناك شخص آخر بداخله يقول له ماذا
يفعل" وعلى هذا الأساس يتصرف بطريقة عكس طبيعته، أحياناً الشخص المصاب ممكن
أن يستمع إلى الشخصية الأخرى ويقوم بما تمليه عليه، وهنا يدرك بوجود مشكلة لا
يستطيع تفسيرها ولا يعرف أسبابها.
-اضطراب الهوية الانفصامية الصريح (overt DID)
في هذه الحالة الشخص يكون لديه شخصيتين او أكثر "مثل ليو ١٠شخصيات"..
لكل شخصية هوية مختلفة، الاختلاف هنا يكمن في النوع واللغة والجنسية والسن.
فمثلا في حالة ليونارد كل شخصية من شخصياته العشر كان لها اسم مختلف واعمار
الشخصيات مختلفة تماماً، وكانوا إناث وذكور أيضاً.
الشخصيات هنا تستحوذ تماماً على
عقل المصاب وتتحكم في جسمه وتصرفاته وميوله وأفكاره.
اضطراب الهوية الانفصامية مرض نفسي معروف
أفلام تناولت اضطراب
الهوية الانفصامية:
فيلم (Split): قصة شخص يعاني من اضطراب تعدد الشخصيات، حيث يمتلك بداخله على الأقل 23
شخصية.
-فيلم (Me, Myself and Irene): قصة شخص يدعى "تشارلي" لطيف لحد الساذجة تعرض لسخرية شديدة والإساءة من المحيطين به ونتيجة لهذه القسوة ظهرت شخصية أخري لتشارلي تدعى "هانك" كانت على العكس تماماً تسعى للانتقام.