هل سبق لك أن أعلنت عن هدفك للعالم ثم لاحظت أن قوة إرادتك ودوافعك بدأت تضعف بعد أسابيع قليلة؟ أو ربما قد تخليت عن خططك في الماضي بسبب سماع آراء سلبية حولها.
نحن نميل إلى التفكير في مشاركة أهدافنا مع الآخرين كطريقة رائعة لمساءلة أنفسنا وزيادة فرصنا في النجاح فذلك يشعرنا أننا نضيف جرعة صحية من الضغط للمتابعة، بالإضافة إلى الحصول على الدعم والتشجيع الذي تشتد الحاجة إليه في الطريق.
ولكن ماذا لو كانت مشاركة أهدافنا في الواقع تثبط عزيمتنا للعمل عليها؟
لماذا نفقد الدافع بعد مشاركة أهدافنا ؟
هناك دراسة أثبتت أن مشاركة هدفك علنًا يمكن أن تجعلك أقل احتمالية للقيام بالعمل و تحقيقه لأنه عندما نعلن عن هدف لشخص ما و خصوصًا الهدف المرتبط بهويتنا مثل فقدان الوزن أو إجراء ماراثون أو كتابة كتاب فنحن نشعر بالرضا عن أنفسنا؛ هذا لأننا غالبًا ما نحصل على تعليقات إيجابية من الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء لمجرد تحديد هذا الهدف.
الإنسان عندما يحصل على الاعتراف الاجتماعي والثناء المبكر، يشعر وكأنه قد حقق هدفه بالفعل، وبالتالي تقل احتمالية قيامنا بالعمل المطلوب لتحقيق هدفنا .
عندما نشارك أهدافنا علنًا ويستمتع الآخرون بأفكارنا ويتوافقون معها فذلك يشجعنا على تجاوز إمكاناتنا، ويزيد من إطلاق الدوبامين وهذا يجعلنا أقل احتمالا لاستكمال الإجراءات اللازمة لتحقيق أهدافنا،حيث أن الإطلاق المستمر للدوبامين يجعلنا نشعر بالرضا لدرجة أننا نشعر بإحساس سابق لأوانه بالإنجاز، بعبارة أخرى "يخدعنا دماغنا في التفكير في أننا حققنا النجاح قبل أن نبدأ" .
كيف تحصل على المزيد من الفوائد من مشاركة هدفك؟
يعتقد بعض الخبراء أن مشاركة أهدافك مع الناس يمكن أن تساعدك على الالتزام بها ، ولكن المهم هو كيفية مشاركة أهدافنا بالطريقة الصحيحة؟
١. شارك الأهداف مع الشخص المناسب
تتحدى الأبحاث الحديثة النظرية القائلة بأن مشاركة الهدف هي دائمًا فكرة سيئة، حيث أنه يجب على الناس مشاركة أهدافهم ولكن يجب أن تكون مع الشخص المناسب، فعندما نشارك أهدافنا مع شخص ما ويوافق عليها فهذا يزيد من دوافعنا، حيث أن تشجيعك من قبل شخص تثق به و تحترمه يعني أنك سترغب في فعل ذلك الشيء من أجله لكسب احترامه وبناء تلك العلاقة .
٢. راقب تقدم هدفك
ربما رأيت الكثير من الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في تحقيق أهدافهم مثل اللياقة البدنية أو إدارة الوزن، وذلك لأن Instagram و TikTok ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى تتمتع بميزة إضافية تتمثل في مساعدة الأشخاص على مراقبة تقدمهم وتوثيقه فعليًا، كما أن التحدث عن الأهداف يجعل الآخرون يستفسرون عن تقدمنا و هذا يمكن أن يُعجل الدافع ويساعد في تحقيق أهدافنا .
ولكن لا يجب أن نغفل عن الجانب السلبي للإعلان عن هدف على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد يشاركنا الاخرون آراءهم، سواء كانت إيجابية أو سلبية مما قد يحبطنا، حيث أن ضغط التوقعات غير الواقعية والتعليقات السلبية والمقارنات مع الآخرين الذين حققوا الهدف بالفعل يمكن أن يؤثر على احتمالية تحقيقك لهدفك.
إذن ما الطريقة الأصح لمشاركة الهدف ؟
ولكن الإجابة هنا نسبية وليست أكيدة، فهي تختلف باختلاف الهدف والشخصية، فإذا كنت تجد صعوبة في تحفيز نفسك دون أن يدفعك شخص آخر أو كنت تزدهر عندما يكون لديك مجتمع يدعمك أو ترى أن تتبع تقدمك سواء كان ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكة دعم أخرى في زيادة فرص نجاحك، في هذه الحالات يفضل أن تشارك هدفك مع شخص موثوق .
إذا كان هدفك مرتبطًا بهويتك، مثل أن تصبح شخصًا يتمتع بصحة جيدة أو رائد أعمال، فمن الأفضل أن تلتزم الصمت.
في نهاية اليوم، فالنجاح يدور حول اتخاذ خطوات صغيرة لإحراز تقدم نحو أهدافك الأكبر بعد تحديدها.
إرسال تعليق