![]() |
إن مع العسر يسر |
كتب – محمد نادر
الحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وبعد، الحمد لله في السرّاء والضرّاء؛ في العسر وفي اليسر.
لقد خلقنا الله وقدّر لنا
أقدارنا، وأودع في قَدره رحمته، يصيب بها من يشاء، وينزعها عمّن يشاء، لا راد
لقضائه سبحانه إلا برضاه ولا يرضى سبحانه إلّا على من أطاعه فإن رضِيَ عن خَلقِه
أعانهم وأيسر عليهم عسرهم؛ والعسر من الله الرحيم يسر.
وإننا إذا تأملنا كثيرا مما
نظنه شراً لنا وجدنا فيه من الخير جوانب وذالك بحق قوله جلّ جلاله " فإنّ مع
العسر يسرا" ثم التأكيد ب "إنّ مع العسر يسرا" (الشرح:6)،
و"مع" تفيد المصاحبة - وهي في الآيه بيان لمدي اقتران اليسر بالعسر
وارتباطه به كما قال البيضاوي في تفسيره –
فإذا تأملنا تلك الآية بعقل
واعٍ مستنير هانت لنا أوجاعنا ويأس الشيطان من شكوانا قدرَ الله، إذا تأملناها فلن
نجزع من قضاء الله وكيف لنا أن نجزع ولنا إله يرعانا، قال تعالى " وهو معكم
أينما كنتم " (الحديد:4).
لقد أمر الله عباده بالرضا
بقضائه لسعادتهم فقال " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
" (التغابن:11)، ثم إنَّه من الناس من يؤمن بقضاء الله على مضض وكره فتراه
كارهاً لما ألمّ وعرض به من شر ثم يقول بعد تأفف - إن مع العسر يسرا - فهذا له من
الأجر ما له بإذن الله.
ومن الناس من يهد الله قلبه
للرضا بسعادة فتراه إذا ابتلاه الله بمصيبة نظر اليها من جانب الخير ويردد الآية
الكريمة في قرارة نفسه دون أن ينطلق بها لسانه فهو مؤمن وعامل بها فذاك له من
الأجر ما له وزيادة.
ولذلك فيجب علينا لكي تسعد نفوسنا قبل أن تسعد وجوهنا أن نتذكر أن مع العسر يسرا، وأن نعلم أن للدعاء فضل عظيم في دفع الضرر عن الإنسان، وأنّ لنا إله خلقنا ولم يتخلّى عنا وانّه رحيم بنا لطيف بأقداره علينا، فالحمد لله.
إرسال تعليق