رنا البركي.. فنانة تبدأ رحلتها بنظرتها الإبداعية

 

كتبت/ أماني إمام 

يعتقد البعض مننا أن التصوير مهنة وليست موهبة، ويعتقد البعض الآخر أن درجة جمال الصورة معتمد بشكل كامل على الكاميرا  والمعدات، ولكن في الحقيقة درجة جمال الصورة يتوقف على النظرة الإبداعية للمصور الذي بإمكانه أن يحول صورة عادية إلى صورة تسحر الجميع بجمالها، فعين المصور وموهبته هي من تميزه أما الكاميرا والمعدات فهم مجرد أدوات يستخدمها المصور؛ لكي يبرز موهبته، فبإمكانه أن يصنع من كاميرا غير متطورة المعجزات، وهذا ما فعلته موهوبتنا رنا البركي، فهيا بنا لنتعرف على هذه الموهبة الليبية.

بداية الرحلة 

بدأت رنا البركي صاحبة ال١٥ عامًا رحلتها في التصوير في نفس اللحظة التي شعرت فيها بشغفها تجاه هذا المجال، على الرغم من الظروف التي لم تسمح لها بشراء كاميرا متطورة إلا أنها لم تستصعب ذلك، وبدأت طريقها في التصوير بالاعتماد على هاتفها الصغير الذي قد يرى البعض أنه لا يصلح للتصوير إلا أن رنا كان لها وجهة نظر أخرى، فاستطاعت بهذا  الهاتف أن تلتقط بعض الصور الذي قد تجعلك مذهولا من جمالها ودقتها، وهكذا استطاعت رنا أن تعطينا حكمة وهي أنك بأقل الأدوات تستطيع أن تصنع المعجزات فقط ثق بنفسك واستمر في طريقك.

تحدي الإحباطات 

على الرغم من إبداع رنا الذي ظهر إلينا من خلال تصويرها إلا أنها تعرضت للكثير من الإحباطات، فيوجد من يحطم آمالها وطموحاتها، ويوجد من يشكك في تصويرها بهاتف ويتهمها بالكذب، ولكن على رغم صغر سنها إلا أنها لم تلتفت لهؤلاء الحاقدون بل العكس، فهي كانت تشعر بالقوة عند رؤية رسائلهم المحبطة، وقررت أن تواجه هذه الإحباطات بالتطور، وبدأت تتعمق في هذه الموهبة لكي تحصل على أفكار أكثر وخبرة أكبر، وبالفعل تطورت في هذا المجال إلى درجة أذهلت الجميع، وكأنها ردة فعل قاتلة للحاقدين.

الدعم كلمة سر النجاح 

يرجع الفضل في تخطي رنا العقبات لدعم أسرتها وأصدقائها، فهم كانوا دائما يثقون في موهبتها ويشجعونها على الاستمرار، ففي كل لحظة كانت تشعر رنا فيها بهذا الدعم كان يتولد بداخلها طاقة حماس تجعلها تصنع المستحيل، فيمكننا القول أن الموهبة بلا دعم كالطعام بلا ملح .

حلمها 

تحلم رنا بأن تصل إلى مستوى يسمح لها بأن تحول هذه الموهبة إلى مهنة احترافية، وأن تصبح من أفضل المصورين في ليبيا حتى أنها تحلم بفتح مشروع التصور خاص بها. 

وأخيرا إذا توافرت لك الموهبة فلا تتحجج بالظروف، فلم يبدأ فيل بورجيس طريقه بكاميرا احترافية، ولم يبدأ ليوناردوا دافنشي طريقه بأفضل الألوان جودة، فابدأ طريقك من الصفر حتى تصل إلى المستوى الذي تريده، وهكذا تكون حاربت الظروف كما حاربها العظماء.

Post a Comment

أحدث أقدم