نور هي شابة مصرية ذات 17 سنة، تزاول دراستها في قسم السنة الثالثة ثانوي، بالمملكة العربية السعودية أين تقطن مع عائلتها، هذا البلد الذي كان منشأ للإسلام، لا تزال الحياة الاجتماعية فيه على تطورها التكنولوجي، الاقتصادي و العلمي الفذ، تسير تحت ضوابط شرعية ملتزمة نوعا ما تحت أحكام الدين الحنيف.
رغم ذلك و خلال فترة اكتئاب صعبة في حياتها تعرفت نور على الرسم كرفيق ايجابي اكتسح وحدتها، و انتشلها من دائرة قاتمة سلبية ليهديها أفكارا و الهامات فنية، انتشت بها روحها من جديد لترتشف حلاوة الحياة في طيات ريشتها و أقلامها، جعلت بذلك تطلق العنان لنفسها لتخط أوراقها تجسيدا لأرواح و شخصيات، لكنها اصطدمت بتوجيه من مشايخ أهل العلم، حيث أجمعوا أن المصور الوحيد هو الله تعالى و أن ليس للمخلوق تصوير المخلوقات و الأرواح، و بعد استمرارية حثها لإرضاء شغفها و البعد عن إغضاب الله تعالى، انتهت نور تحت فتوى شرعية إلى رسم أنصاف صور للأرواح بدل تصويرها كاملة، و هو ما جعلها تستمر في صقل موهبتها باطمئنان أكثر، بدعم عائلي و أبوي أيضا الذي عارض في البداية تجسيد الأرواح بالرسم.
تتمنى نور بشدة أن يكون لها يوما ما متحفا لقطعها الفنية، بالجد و التدريب المسمرين،و رغم أنها تعشق فن الرسم بتفاصيله، و هو شغلها الشاغل في كل حين بعد دروسها و تحصيلها العلمي، إلا أنها لا تعتقد أنها ستمتهنه مستقبلا، بل قد تلج مجالا قريبا منه كالتصميم الجرافيكي أو الديكور.
إرسال تعليق