![]() |
طفل مجروح |
كتبت – أماني يحيى
يُقال بأن جيش
المرء عائلته، فكيف يعيش من يحاربه جيشه؟ العائلة هي الدرع والحصن الذي نحتمي به
الملجأ الوحيد عندما تُغلق أبواب الدنيا في وجوهنا، فكيف إذاً أن يقوى الإنسان
بنفسه ومركز قوته هو مصدر انهياره؟
عائلتنا هي مصدر
قوتنا وسر انتصارنا، نحن نواجه العالم بهم، فكيف على شخص أن يواجه العالم وبما
فيهم عائلته؟
لا نُنكر أننا
في مجتمع يُعاني من أمراض نفسية عدة، الصراخ الآتي من غرفة الوالدين ذاك عامل
اساسي لإنتاج أجيال مفككة نفسيًا تعاني من النقص، والشعور بالأمان، والخوف من
العلاقات، فدائماً ما يسعى الوالدين لتكوين الشعور بالذنب والندم لدى أبنائهم.
لا ينعم طفل
بالسلام والاستقرار الداخلي وفي ذاكرته ذاك المنظر ووالدته تُهان.
ومن العوامل
الأساسية للمرض النفسي هي طفل ضُرب بقسوة دون رحمة أو شفقة من ايداً يُفترض أنها
أمانه ودرع حمايته. كيف ننزع من ذاكرة طفل
ذاك اليوم الذي جرده والده من ملابسه في جو شديد البرودة ليعاقبه بالضرب
هذا الأساليب في
التربية هي أساس الأمراض النفسية التي تمتلكها أجيال، و تُورثها لأجيال أخرى فعن
طريق ما عرفه أطباء النفس الولاء الخفي، اتضح اننا نفعل ما قد فُعل فينا فنصبح في
دائرة لا تنتهي من إنتاج أجيال تُعاني من التفكك النفسي.
واتضح أن العنف
المنزلي والايذاء الجسدي ظاهرة توجد في كل أنحاء العالم، فكثير ما رأينا اخبار عن
انتهاك والد لعرض ابنته، وخبر عاجل "انظر كيف يعاقب أب ابنته" وكثيراً
ما نسمع عن حالات الانتحار ويكون المتسبب فيه هو رب المنزل.
في مجتمعنا
العلاقة بين التربية والقوة والايذاء الجسدي والنفسي "علاقة طردية" فإذا
أردت زيادة في التربية وجب عليك زيادة في القسوة.
ويُعد الايذاء
البدني أشهرها الضرب والركل وكذلك الإساءة النفسية، والإهمال والايذاء الجنسي من
"سلوكيات السلبية للوالدين في التربية".
وجب علينا نحن
الأبناء والامُهات أن نساعد على إنتاج أجيال سوية لا تعاني من التفكك الداخلي.
فبالمعاملة
الحسنة، والتربية الحسنة، والكلمة الطيبة، والبعد عن القسوة والشدة الغير مبررة في
السلوك قادرين على إنتاج أجيال لا تُعاني من المرض النفسي.