كتبت – رجاء تلمساني
أعتذر منك يا أمي، فقاربي الورقي لم يوصلني، لم أفي بوعدي فالقدر كان اسبق مني لا تحزني إن لم تعانقي جثتي، فتكاليف دفني وشحني أغلي مني، يكفيك دفع الثمن ألما وبكاء، فهل الرحلة الشقراء يا أمي استحقت كل هذا العناء، أم انها انتحار منطقي للهروب من قسوة الشتاء.
البحر يا أمي مقبرة، أن جاد ألقى بنا في الضفة وإلا فنهايتنا جثت طافية فوق الماء، الحلم يظل يراودنا بعد وصول بضع رفاق، نعلم ان معظمهم صار طعاما الاسماك.
أحلامنا يا أمي ولدت موؤدة مكفنة بشقاء، سنجهز مراسيم جنازتنا، ونحكم إغلاق توابتنا ونقيم عزاء، ونودعكم فربما هي آخر لحظات العناق.
أجسادنا يا وطني عالقة بين ركام الذكريات وأحلام مبتورة والاشتياق، حضنك يا وطني بارد ألقى بي في حضن شارد، البحر أبوابه مفتوحة وبابك يا وطني مسدودة.
الهجرة نفي للجنة ان وصلت اجسادنا حية، أما ان مثنا يا وطني فبحار العالم مقابرنا وشواطئها شواهدنا.
أبناؤك يا وطني رحلوا، بعيون أم باكية وبصرخة طفلة شاكية، زمن الصبر قد ولى واتى زمن التضحية المرة.
ومع ذلك يا وطني أبناؤك يا وطني ينون الهجرة، هم فعلا هاجروا نفسيا، قبل تقديم طلب الهجرة، عذرا يا وطني قد صاروا موتى، فقدو أرواحهم من مدة، ولم يبقى لهم يا وطني الا الحلم الباهت بالغربة.
إرسال تعليق