هل انت راضي أم مستسلم.. هناك فرق كبير!

 

الرضا يختلف عن الاستسلام

 

كتبت – ابتهال محمد

 

الرضا شعور ينبع من القلب وهو ايضا خلق حميد يُشعر الانسان بالسعادة والراحة، فهو من اعلي درجات الصبر، وهذا الخلق يغيب عن كثير من البشر، وأحيانا يحدث خلط بين الرضا والاستسلام او السلبية، فالرضا لا يتعارض ابدا مع الطموح، وما هو الا نتيجة للسعي والاجتهاد، فبعد ان تسعي وتجتهد وتفعل كل ما في وسعك، تترك النتيجة لله وعليك ان ترضي بما يقسمه لك وأي كان فهو خير.

 

اما الاستسلام فهو التسليم للأمر الواقع وعدم بذل الجهد او السعي لتغييره، واختراع الحجج والاعذار لنبرر لأنفسنا ان هذا واقع وقدر من الله سبحانه وتعالي ويجب ان نرضي به، ولكن في الحقيقة ان الله سبحانه وتعالي لم يأمرنا بهذا، بل ان الله قال في كتابه الكريم وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴿39﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴿40﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى ﴿41﴾ سورة النجم.

 

وهناك اشياء تكن خارج قدرة الانسان وبدون إرادته كشكله ولونه وجنسه واسرته والمصائب والامراض التي ليس لها علاج، فهنا يجب على الانسان ان يصبر ويرضي ويدرك انه يعيش في نعم كثيرة ربما لا تكون عند غيره، اما ما يستطيع الانسان تغييره وتعديله فيجب الا يرضي به ابدا، ويحاول بذل الجهد والسعي لتغيير اي وضع او شيء لا يناسبه.

 

فمثلا من لا يعجبه بيئته ووضعه الاجتماعي فهو قادر علي تغييرهم بالجهد والسعي، فيجب عليه ان لا يقف في مكانه بحجة ان هذا قضاء الله وقدره وعليه ان يرضي به، لان هذا يسمي سلبية واستسلام وليس له علاقة بالرضا، فالله سبحانه وتعالي حينما خلق الانسان خلقه خليفة في الارض ليعمرها.

 

ورسول الله عليه الصلاة والسلام قال" المؤمن القوي أحب إلي الله من المؤمن الضعيف "، والسعي نحو الاحلام وتحقيقها هو منتهي القوة، الكاتب الكبير" وودي آلن " قال "انا وحظي متفاهمان جدا، انا اعلم انه سيء، وهو يعلم أني لا اعتمد عليه" فلا يوجد شئ اسمه ان انتظر حتي تأتي ضربة الحظ التي تخرجني مما انا، فلن يغير حياتك سواك.

 

فعليك بالعمل والسعي حتي تغير واقعك وتصل الي ما تريد، وبعد  بذل كل طاقتك ومجهودك يأتي دور الرضا، وتذكر ان الله سبحانه وتعالي وعد في كتابه وقال: "إنا لا نضيع اجر من أحسن عملا ".

أحدث أقدم