في بلاد الواك واك

 


 

كتبت - رجاء تلمساتي

 

الشعب فرحان وطاير من الهبل وليس زعلان، فالحكومة هنا سخية، رفعت ضغطه وأمنت صحته بكل حسن نية، دخله زاد الحمد لله 50٪ وتقاعده ان شاء الله بعد المئة، غداؤه اوروبي، قمحه ذهبي، وزيته من الذرة مغدي ولحمه من الكوليسترول خالي دجاجه فخم وطري، وبيضه بالبروتين غني.

 

سعادتنا كاملة، فالصحة في مستشفياتنا ذات جودة عالية، كإنك في فندق من خمس نجوم مضوية، فالأدوية مجانية والتحليلات الطبية توفرها لك اطقم طبية في سرير بيتك بكل طيبة وحنية، مع ابتسامة وردية، فقط تدفع ثمن الاشعة الطبية، لا باس بذلك، فالمستشفى أمنت لك موعدا بعد سنين منسية، وسيتم توزيع قبور للمغادرين الأوائل، جائزة تقدمها وزارة الصحة لكل راحل من الدنيا، ويقيمون حفل عزاء، ثلاثة أيام على شرف الاموات السعداء مع حقوق زيارة دورية لأبنائك المستهلكين.

 

تعليمنا يا سلام، أصبح في خبر كان، اساتذتنا فارون وتلامذتنا حقيقة اذكياء ومتفوقون وفي لعبة البابجي هم خارقون وعلى التيك توك قد حصدوا مشاهدات بالملاين على تفاهات وغياب حياء ودين.

 

في بلادنا فقط يجب ان تجد عملا قبل التلاتين فتاريخ صلاحيتك بضع سنين ولا تخف فقد حجزت لك الحكومة سريرا في دار المسنين وان فزت بوظيفة فتعاقدك بعد سنين وسنين.

 

هنا فقط لا تحتاج لمواصلات فالنقل هنا على اعلى مستوى هناك مروحيات فوق بيوتنا تحت أمرنا تطير بنا شمالا ويمين.

 

انها بلاد الواك واك، سارعوا لتحصلوا على فيزا مجانية، فهم لايشترطون ان تتحدث عدة لغات مثل الببغاوات ولا ان تتقن عدة مهارات، فبلادنا تؤمن لنا كل الاحتياجات، فقط هي تطلب بالمقابل مواطنيها أدعية صباحية ومسائية لبقائهم في مناصبهم مدى الحياة.                                       

أحدث أقدم