إذا اتهموك في عرضك؟!.. عليك بفعل هذا

 

الإفتراء

الخوض في أعراض الناس

عدد سكان العالم في تزايد، فاقم الثمان مليار نسمة، بكل الألوان و الأشكال و الأعمار، يتنافسون فيما بينهم على مناصب الشغل و قلوب الأقربين، فيولد هذا احتكاكا و نوع من الشحناء ضمن المنافسة، قد ينتهج خلالها البعض نهج التلفيق و فبركة التهم تمس العرض و الأمانة و غيرها.


فإن كنت أحد المتهمين و متأكد من براءتك فعليك إتباع الخطوات التالية التي بينها الإسلام في قصص القرآن و المسلمين.


1-اليقين:


عليك أولا اليقين بأن الله يعلم برائتك و سينتصر لك في الدنيا و الاخرة، و هذه أول خطوة فعلتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، حينما علمت أن من القوم من تجرأوا في عرضها حينما تخلفت على الجيش، و استعانت بأحد المسلمين و الظلام قد حل للعودة للديار.


فاليقين و التباث أهم خطوات المواجهة و الصمود في وجه كل من سولت له نفس نسج الأكاذيب حولك.


2- الصمت و تفويض الأمر لله:


الصمت هو الخطوة الثانية و المهمة، التي ستدعمك فلو تكلمت و بينت سينقسم الناس بين مؤيد و معارض لك، فقد أوصى الله تعالى مريم العذراء عليها السلام بالصمت حين أتت لقومها مصطحبة وليدها عيسى المسيح عليه السلام "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا"، نفس الشيء طبقه الإمام الشافعي عليه رحمة الله، حينما اتهمته جارية أقبلت عليه وسط جمع من تلامذته قائلة :

: يا إمام، أزاني بالليل خطيب بالنهار؟ فما رد التهمة عنه ولا هم بتكذيبها بل قال لها لكي يصرفها و يواصل الدرس و هو المتيقن من برائته: يا جارية، كم حسابك؟

فلما رأى أن الريبة قد استفحلت في مصداقيته بين الجلوس يصاحبها الغضب و الشوشرة قال : فلتعتبروني مثل التمر، كلوا منه الطيب وإرموا النواه.

لكن سرعان ما نادى مناديا أن بيت الجارية يحترق و فيه أطفالها، فهب الجميع للمكان و أقدم الإمام على إنقاذ الأطفال، ما دفعها الإعتراف أن اليهود من أعداء الإمام الشافعي هم من حرضوا على اتهامه وسط مجلس علمه، بيد أنه لم ينفي عنه التهمة و فوض أمره كله لله لأنهم كانوا سينقسمون ، فريق لن يصدقني ويستمر في تكذيبي، وفريق يصدقني ولكن يشك في صدقي.

3- الصبر:

بالعودة لحادثة الإفك، فإن عائشة رضي الله عنها صبرت على أدى أصابها بسبب هذا الحديث و أذى أصاب الرسول صلى الله عليه و سلم في سياق باطل لخيانتها المزعومة، و هي لم تجد أنيسا يصبرها و في محنتها و يقوي موقفها عنده صلى الله عليه و سلم، و لا حتى والديها فعاتبتهما ذاكرة قول يعقوب عليه السلام فيما جاء في سياق الآية الكريمة: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون"


4- الدعاء لله والثقة بنصره:


لم تفارق عائشة رضي الله عنها الدعاء و الرجاء حتى جاء النصر و ظهر الحق في آيات سورة النور ليدحض الإفك المزعوم، كما أن يوسف عليه السلام صبر لسنين السجن و عذاباته، و حافظ على كرامة الذي رباه، و رغم أن زوجة العزيز قد تهمته حينما لقيا زوجها عزيز مصر عند الباب، ماكان أن يرد عليها و يبرأ نفسه لولا أنه يكن الفضل لسيده و الذي رباه بعد ما اشتراه ممن ابتاعه من اخوته، فقال "هي راودتني عن نفسي"، و لأن موقفه ضعيف بسبب حب العزيز لزوجته الفاتنة، على صدق النبي يوسف الصديق المعروف، ساق الله نصره معجزة يشاهد من أهلها ينهي الشك باليقين لبراءة يوسف، فمهما كان ظالمك ذو سلطان ونفوذ فإن الله قادر على تبرئته ما دام في قلبك خير

5- الحزم:

لا يجوز التساهل و لا التسامح مع من سولت لهم أنفسهم اتهامك، فالعطف و التساهل في هاته الأمور لا يعبر عن طيبتك و سلاستك، بل يستسهل عرضك و يشكك الناس فيك، فقد وضح الإسلام جزاءا واضحا لردع القذف أو الاتهام في العرض، و أوجب على الذي يرى نفسه شاهدا على فاحشة اقترفها آخر أن يرفق شهادته بشهادة أربعة اخرين، و أن الزوجان المتلاعنان المتماريان في الخيانة يجلب الكاذب منهما لنفسه غضب الله.


فان العفو من قوة الشخصية، لكن لا يعني التسامح و التساهل مع هؤلاء الأشخاص كأن لم يكن.

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم